ويزول أثره من حيث التنجيز والتنفيذ ، ويرجع الشك في الزائد على الاقل إلى الشك في نفس التكليف ، والأصل فيه البراءة.
معنى الارتباطي
وإذا عرفت معنى الواجب الاستقلالي هانت عليك معرفة الواجب الارتباطي ، وهو المركب من أجزاء والمقيد بشروط لا يستقل شيء منها بنفسه من حيث الأمر والصحة والامتثال ، بل هي بمجموعها متلاحمة متشابكة ، ولا أثر لأي جزء منها أو شرط إلا منضما مع الكل. وأوضح مثال لهذا الواجب الصلاة بما فيها من ايمان واخلاص وحل وطهارة واستقبال وتهليل وتكبير وتشهد وتسليم وركوع وسجود وقيام وقعود إلى آخر هذا التركيب العجيب الذي أخذ بعضه برقاب بعض.
محل البحث
وهذا الواجب المردد بين الأقل والأكثر الارتباطيّين هو وحده محل البحث والكلام دون غيره ، والأقل هو الواجب المعلوم في سائر الأحوال إما لذاته وإما في في ضمن الواجب الأكثر لذاته أيضا من دون حد لعدد أجزاء الأقل وشروطه ، والأكثر هو مجموع الأجزاء والشروط المعتبرة بما فيها الزائد المشكوك على تقدير وجوبه ، وبعض العبارات تطلق الأكثر على خصوص هذا الزائد ، وبمتابعة ما نعرضه في هذا الفصل يتضح معنى الأقل والأكثر بصورة أوضح.
وقد يكون الشك في الزائد على الأقل في جهة الجزئية أي هل هو جزء من الواجب أو أجنبي عنه ، وقد يكون الشك في جهة الشرطية ، وأسباب الشك في كل من الجزء والشرط أربعة : عدم النص وإجماله ومعارضته واشتباه الموضوع الخارجي على غرار غيرهما ، ونبدأ الحديث بالشك في الجزء لعدم النص ، ثم سائر الأسباب والأقسام.
الشك في الجزئية لعدم النص
إذا شك المكلف في جزئية شيء من المأمور به لعدم النص فما هو مقتضى