العدم والملكة
التقابل بين الألفاظ الدالة على المعاني تنقسم الى أربعة أنواع : الأول تقابل النقيضين أي السلب والإيجاب مثل هذا موجود وغير موجود. الثاني تقابل الضدين كالأسود والأبيض. الثالث تقابل المتضايفين أي لا يفهم أحدهما إلا بالقياس الى الآخر مثل الأب والابن والطويل والقصير. الرابع العدم والملكة.
والملكة اسم يدل على وصف ينبغي أن يوجد في الشيء كالبصر في الانسان ، والعدم اسم يدل على خلو الشيء من الوصف الذي ينبغي أن يوجد فيه ، ولكن لم يوجد كالأعمى الذي يفترض فيه أن يكون بصيرا. والتقابل بين المطلق والمقيد من هذا النوع ، والملكة هنا في جانب المقيد لوجود القيد الذي يمكن تحرير المقيد منه ، والعدم في جانب المطلق لخلوه من القيد الذي يمكن أن يحدّ من شيوعه وانتشاره.
ومن أخص خصائص المطلق ان الإتيان بواحد من أفراده ، وإن كان الأدنى ، كاف في الخروج عن عهدة ايجابه وتعلق الأمر به لأنه مشتمل على الماهية المطلوبة حقيقة وواقعا.
وتسأل : هل جاء هذا الاطلاق من الواضع باعتبار انه قد وضع اللفظ لنفس شيوع الماهية وانتشارها في كل فرد على السواء ، أو أن الواضع وضع لفظ المطلق لنفس الماهية دون التعرض لشيوعها وخصائصها سلبا ولا ايجابا بحيث اذا أردنا من لفظ المطلق الشيوع وما اليه من الخصائص فلا يحق لنا الاعتماد على الدلالة الوضعية لعدم وجودها ، بل علينا أن نبحث عن شيء آخر؟.
وتظهر النتيجة بين الفرضين انه على الفرض الأول يكون استعمال المطلق في الشائع المنتشر ، على الحقيقة ، وفي المقيد على المجاز ، وعلى الفرض الثاني يكون استعمال المطلق في الشائع وفي المقيد ، على الحقيقة دون المجاز. وفيما يلي يتبين لنا أي الفرضين أحق بالصحة والرجحان.
الشرط ولا شرط
إن قصد الماهية والنظر اليها لا يخلو من أحد وجوه ثلاثة : الأول أن ينظر