بكل أبعادها ، ومنها الحكم الإسلامي والمرجعية الفكرية والدينية الكاملة للمسلمين ، واستثمار فرص الهداية والبلاغ الإلهي.
ونشير ـ هنا ـ إلى نماذج من هذه المؤشرات التي يمكن متابعتها في هذه الدراسة التاريخية :
موازنة حركة الهداية والسلطة
المؤشر الأول : مدة الثلاث والعشرين عاما التي قضاها رسول الله صلىاللهعليهوآله في إبلاغ الرسالة الإسلامية والتي تمكن فيها من فرض الهيمنة الإسلامية على الجزيرة العربية ، ومسيرة الدعوة الإسلامية فيها والإنجازات التي حققها النبي صلىاللهعليهوآله في هذه المدة الزمنية على المستويات الثلاثة : إقامة الحجة ، وفرض السلطة ، وإقامة الحق والعدل ، مقايسة بالعالم.
ويلاحظ في هذا المؤشر بصورة دقيقة مجموعة خصوصيات :
الأولى : أن قيادة الحكم كانت قيادة معصومة بكل أبعادها ، وهي في الوقت نفسه كانت قيادة مؤسسة تحملت آلام محنة وبلاغ الرسالة في بدايتها وقدسية الرسول والرسالة عند انتصار الرسالة.
الثانية : السرعة الفائقة التي تمكن أن يحقق فيها رسول الله صلىاللهعليهوآله هذه الإنجازات الفريدة على المستويات الثلاثة السابقة :
ومن هذه الإنجازات : تأسيس مشروع الأمة الواحدة المتعددة الأطراف والخصوصيات ، من جماعات متفرقة ومتناحرة ومختلفة دينيا وثقافيا ، والتي حوّلها إلى أمة واحدة تتمتع بمعنويات عالية ، تمكنت من إدامة الزخم الرسالي ، وتحمّل الكثير من أعباء حمل الرسالة والجهاد من أجل فرض سيطرتها.
ومنها : تأسيس الدولة الإسلامية ، المشروع التطبيقي الفريد في تاريخ