الاثني عشر ، الذي يؤكد ـ أيضا ـ هذه الظاهرة ، وقد ورد تأكيد هذا العدد فيهم في روايات أخرى.
ثانيهما : أن هذا الاختيار هو اختيار غيبي يرتبط بقرار إلهي يبلغه جبرائيل عليهالسلام.
إذن ، فهذا الجانب الغيبي يمكن أن يكون تفسيرا لهذه الظاهرة.
التفسير التاريخي للظاهرة
الأمر الثاني : الذي يمكن أن نذكره بهذا الصدد في تفسير هذه الظاهرة هو أمر له بعد مادي بعد في فهم حركة التاريخ وتفسير هذه الحركة ، وذلك بأن نفترض بأن المدة (الاعتيادية) لهؤلاء الأئمة الاثني عشر الذين تحدث عنهم رسول الله صلىاللهعليهوآله (الأئمة الأطهار من أهل البيت عليهمالسلام) هي بين (٣٥٠ ـ ٤٠٠) سنة ، إذا كانت أعمارهم اعتيادية بالنسبة إلى الظروف التي كان يعيشها الناس في الآباء والأبناء.
وإذا كان الأمر كذلك ، فيمكن أن نقول : إن هذه المدة تمثل الدورة الزمنية التي يمكن أن يتم فيها إعداد الأمة الخاتمة إعدادا كاملا في جميع أبعادها ، بحيث تصبح أمة مؤهلة لاستلام الخلافة الإلهية كأمة وجماعة ، وذلك عند ما تصبح أمة متكاملة اجتماعية بدرجة يكون التكامل فيها كصفة ثابتة ، وتنتقل بذلك ـ حينئذ ـ إدارة الحياة الاجتماعية من الأشخاص المنتجبين الأصفياء الذين كانوا ينتخبون لها كأنبياء وأئمة للقيام بدور الخلافة والحكم إلى الأمة الجماعة ، أي عند ما تبلغ الأمة مرحلة دور الوحدة الإنسانية الكاملة في تطبيق الرسالة الإلهية ، ودور تجسيد إرادة المستخلف الذي هو الله الذي يؤهلها لهذه الخلافة الإلهية ، بعد أن كانت البشرية قد مرت بأدوار الوحدة الفطرية والاختلاف في العبادة والاختلاف في الرسالة ، ويبقى دور الإمامة فيها ـ عندئذ ـ دور المحافظة على هذا التكامل