والظروف السياسية والاجتماعية والثقافية المحيطة به من ناحية أخرى ، وهي ضعف الدولة الأموية ، وبداية تأسيس الدولة العباسية ، وانفتاحها على الشعوب الإسلامية ، وانتهاء دور الصحابة ، وبداية تأسيس المدارس الفقهية والكلامية من أن يديم حركة الأئمة عليهمالسلام في الدفاع عن الإسلام ، والقيام بواجبات الإمامة تجاه الأمة الإسلامية ، وبصورة خاصة تأسيس وبناء الحوزات والمدارس العلمية ، وتوسيع نشاطها في العالم الاسلامي ، حتى أصبح الإمام الصادق عليهالسلام عنوانا لها أيضا والاستاذ الذي تربّت عليه المدارس الإسلامية الأخرى ، وأخذ منه مختلف علماء الإسلام وعلى مختلف مذاهبهم.
والحديث عن الإمام الصادق عليهالسلام حديث واسع ، ونحن نعيش هذه الأيام ذكرى شهادته ـ وقد تناولنا جانبا منه في مناسبات سابقة ـ ولذلك أحاول أن أبدأ بموضوع مهم بمناسبة هذه الذكرى ، يرتبط بأئمة أهل البيت عليهمالسلام ، وهذا الموضوع هو دور (أهل البيت في الحياة الإسلامية) بصورة عامة ، وكان ولا زال أمنية في نفسي أن أوفق لتناول هذا البحث بصورة واسعة نسبيا ، ولكن ـ كما تقول القاعدة المعروفة ـ : «ما لا يدرك كله لا يترك كله» و «لا يترك الميسور بالمعسور» ، وأحاول أن أتناول الحديث عنه بصورة عامة ومحدودة.
الإمامة وأهل البيت عليهمالسلام
أهل البيت عليهمالسلام ـ كما نعرف ـ كان دورهم الأساس هو (الإمامة) وامتداد الرسالة الإلهية الخاتمة التي كان من ميزاتها تجسيد التكامل في وحدة النبوة والإمامة ، وكان وجودهم تعبيرا عن هذه الرسالة وامتدادها في خط الإمامة (١) ،
__________________
(١) يطلق عنوان أهل البيت ـ أحيانا ـ على ما يشمل النبي الأعظم صلىاللهعليهوآله وأهل بيته الكرام عليهمالسلام ، كما سوف نعرف ذلك إن شاء الله.