لأبي : ما الذي أخفى صوته؟ قال : قال : «كلّهم من بني هاشم» (١).
ونلاحظ أنّ هذه الروايات مختلفة في أمور عديدة وحتى في النص الذي يروى عن جابر بن سمرة ، ولكن الشيء الذي تجمع عليه جميع هذه الروايات مع اختلافها في الخصوصيات التي أشرت إليها هو عنوان (اثنا عشر خليفة) ، أو (أمير).
تشخيص المصداق للاثني عشر
الملاحظة الثالثة : أنّه ما هو المقصود واقعا من الخلفاء الاثني عشر ، وما هو المصداق الخارجي لهم؟
هنا توجد عدّة تفاسير لذلك :
التفسير الأول : هو أنّ النبي صلىاللهعليهوآله كان يقصد من الاثني عشر خليفة هم الأئمة الاثنا عشر عليهمالسلام المعروفون لدى الإمامية ، وهذا التفسير هو الذي تتبناه الإمامية الاثنا عشرية ويعتقدون به ، وهو تفسير معقول ينطبق على واقع محدّد وواضح ومعروف ، وهؤلاء الأئمة موجودون في الخارج ، ومعروفون ومعترف بهم كجماعة لها مواصفات خاصة وعالية وموضع احترام لدى المسلمين ـ كما سوف أشير إلى ذلك ـ ونحن نعتقد أنّ التفسير الصحيح للروايات هو هذا التفسير ، باعتبار انطباقه على الواقع الخارجي تماما ، وينسجم مع مجموعة من القرائن الأخرى المؤكدة لهذه الحقيقة ، مما ورد في أهل البيت وفي هؤلاء الأئمة وآبائهم عليهمالسلام ، من تعريف ، وثناء ، وحث على الحب والموالاة.
التفسير الثاني : أنّ المقصود من الخلفاء الاثني عشر هم الخلفاء الذين حكموا في التاريخ الإسلامي ، وكانت لهم الخلافة الخارجية الفعلية.
__________________
(١) ينابيع المودة ٣ : ٢٩٠ / ٤.