عن مسروق : كنّا جلوسا عند عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن ، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن ، هل سألتم رسول الله صلىاللهعليهوآله : كم تملك هذه الأمّة من خليفة؟ فقال عبد الله بن مسعود : ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك ، ثمّ قال : نعم ، ولقد سألنا رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : «اثنا عشر ، كعدّة نقباء بني إسرائيل» (١) وامتياز هذه الرواية هو التشبيه بنقباء بني إسرائيل.
ثالثا : وفي نصّ آخر : «إنّ هذه الأمّة لا تهلك حتّى يكون فيها اثنا عشر خليفة ، كلهم يعمل بالهدى ودين الحق» (٢).
وهنا يلاحظ إضافة «كلهم يعمل بالهدى ودين الحق» ، ولعلها هي الكلمة التي يقول جابر بن سمرة بأنّي لم أسمعها ، وأنّ أبي سمعها وقال عنها : «كلهم من قريش».
فالرواية قد تكون بهذه الصيغة «كلهم يعمل بالهدى ودين الحق» ، لا «كلهم من قريش» ، أو مع «كلهم من قريش» ، وبذلك يكون رسول الله صلىاللهعليهوآله قد بين سيرة هؤلاء الخلفاء وصفاتهم.
رابعا : وفي رواية أخرى يقول صلىاللهعليهوآله : «يكون منّا اثنا عشر خليفة ينصرهم الله على كلّ من ناواهم ولا يضرّهم من عاداهم» (٣).
خامسا : في رواية أخرى في مسند الفردوس ، عن شهردار بن شيرويه الديلمي ، عن أبي سعيد الخدري قال : صلّى بنا رسول الله صلىاللهعليهوآله الصلاة الأولى ، ثم أقبل بوجهه الكريم علينا ـ والظاهر من الصلاة الأولى صلاة الفجر ـ فقال :
__________________
(١) مسند ابن حنبل ٢ : ٥٥ / ٣٧٨١ ، وكذلك المستدرك على الصحيحين ٤ : ٥٤٦ / ٨٥٢٩ ، وتطهير الجنان واللسان لابن حجر : ١٩ ، وينابيع المودة ٣ : ٢٩٠ / ٧٧.
(٢) فتح الباري ١٣ : ١٨٤ ، باب الاستخلاف.
(٣) المناقب ١ : ٣٥٤ ، وفي رواية : «اثنا عشر قيما لا يضرهم عداوة من عاداهم» ، راجع تطهير الجنان واللسان : ٢٠.