قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الإمامة وأهل البيت عليهم السلام النظرية والإستدلال

    الإمامة وأهل البيت عليهم السلام النظرية والإستدلال

    الإمامة وأهل البيت عليهم السلام النظرية والإستدلال

    تحمیل

    الإمامة وأهل البيت عليهم السلام النظرية والإستدلال

    319/384
    *

    كما أنّ هذه الروايات أخذ بها علماء ومحدّثو الجمهور بصورة مسلّمة ومعترف بها ، ولا يوجد في كتبهم ـ سواء كتب الحديث أو الكلام ـ التي تتناول هذه الروايات بالبحث والتمحيص والمتابعة أي شك في صدور هذه الروايات عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا يثير أي واحد من علمائهم ذلك ، فصدور هذه الروايات أمر مسلّم به لدى (جمهور المسلمين) (١).

    وهذه النصوص من الموضوعات التي يمكن الاستدلال بها على هذه المقولة.

    __________________

    (١) وقد تناول أستاذنا الشهيد الصدر هذا الموضوع بالتحليل ، ونعم ما أفاد فيه ، قال : (وليست الكثرة العددية للروايات هي الأساس الوحيد لقبولها ، بل هناك إضافة إلى ذلك مزايا وقرائن تبرهن على صحتها ، فالحديث النبوي الشريف عن الأئمة أو الخلفاء أو الأمراء بعده وأنّهم اثنا عشر إماما أو خليفة أو أميرا ـ على اختلاف متن الحديث في طرقه المختلفة ـ قد أحصى بعض المؤلفين رواياته فبلغت أكثر من مائتين وسبعين رواية مأخوذة من أشهر كتب الحديث عند الشيعة والسنة ، بما في ذلك البخاري ، ومسلم ، والترمذي ، وأبي داود ، ومسند أحمد ، والمستدرك على الصحيحين.

    ويلاحظ هنا أنّ البخاري الذي نقل هذا الحديث كان معاصرا للإمام الجواد والإمامين الهادي والعسكري عليهم‌السلام وفي ذلك مغزى كبير ، لأنّه يبرهن على أنّ هذا الحديث قد سجل عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل أن يتحقق مضمونه وتكتمل فكرة الأئمة الاثني عشر فعلا ، وهذا يعني أنّه لا يوجد أي مجال للشك في أن يكون نقل الحديث متأثرا بالواقع الإمامي الاثني عشري وانعكاسا له ، لأنّ الأحاديث المزيفة التي تنسب إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهي انعكاسات أو تبريرات لواقع متأخر زمنيا لا تسبق في ظهورها وتسجيلها في كتب الحديث ذلك الواقع الذي تشكل انعكاسا له ، فما دمنا قد ملكنا الدليل المادي على أنّ الحديث المذكور سبق التسلسل التاريخي للأئمة الاثني عشر ، وضبط في كتب الحديث قبل تكامل الواقع الإمامي الاثني عشري ، أمكننا أن نتأكد من أنّ هذا الحديث ليس انعكاسا لواقع ، وإنّما هو تعبير عن حقيقة ربانية نطق بها من لا ينطق عن هوى ، فقال : «إنّ الخلفاء بعدي اثنا عشر». وجاء الواقع الإمامي الاثني عشري ابتداء من الإمام علي وانتهاء بالمهدي ليكون التطبيق الوحيد المعقول لذلك الحديث الشريف) ، بحث حول المهدي : ٦٥ ـ ٦٧.