والأسلوب وكأنّه أسلوب علمي ، مع أنّ القضية كانت مجرد قضية شيطانية وصورية ، ولا يوجد لهذا المضمون والمنهج العلمي أي مصداقية في أعمالهم عند ما ندقق فيها.
ونحن وإن كنّا نؤمن ونتمنى أن يكون هناك حوار حقيقي في هذه المجالات بصورة علمية ودقيقة ، وتحكمها الضوابط العلمية ، ولتكن للإنسان حريته في إبداء الرأي والحديث ، ولكن لا نؤمن أن يستخدم اسم العلم وشكله وسيلة للتضليل والخداع وتزوير الحقائق وبمجرد الظهور بالمظهر العلمي وبالصورة العلمية ، ولكن الواقع هو واقع بعيد عن العلم والعلماء والضوابط.
ولذلك نلاحظ في هؤلاء أنّهم يستخدمون عملية الانتقاء في النصوص ، والعالم لا ينتقي النصوص ، بل العالم الذي يدرس جميع النصوص بصورة موضوعية ، ويحاول أن يخرج بالمحصلة العلمية من خلالها جميعا ، لا أن يأخذ نصا يتحيز له ويتحيز لرأيه ، ويترك نصا آخر على خلاف رأيه ، إلّا بمقدار ما يلزم الخصم بما يلتزم به.
وقد مارس هؤلاء العملية ـ مع الأسف ـ بهذه الطريقة ، فهو يسند إلى الكتاب الفلاني نصا من النصوص ، ولكن لا يذكر النص الآخر الذي يفسّر هذا النص الذي ذكره عن ذلك الكتاب ، ما دام يدعي الإيمان بجميع هذه النصوص ، وهذه العملية تعتبر عملية تضليلية.
القضية الثالثة : أنه لوحظ في هذه العمليات الخيانة وعدم الأمانة في النقل ، فهم يقطّعون النصوص ويحذفون منها بعض الكلمات ، وينسبون نصوص وكلمات إلى علماء لم يقولوها أبدا ، وإنّما يذكرها العالم ـ أحيانا ـ في كتابه عن غيره ، ثم يجيب عليها ، ولكن هؤلاء يذكرون نص الإشكال وينسبونه إلى العالم ، وكأنّه كلام