ولكنّها قضية خطيرة بالنسبة إلى الإنسان الذي يملك هذه الغنم ، وهذه قاعدة في سيرة العقلاء ، وهي أنّه عند ما يجد الإنسان راعيا أفضل من الراعي الأول يسلّم غنمه إلى الراعي الأفضل ، وهكذا الحال بالنسبة إلى الإمامة وإدارة مجموع المجتمع والأمة ، فعلى هذه القاعدة يسلّم الأمر إلى الأفضل ، وأئمة أهل البيت عليهمالسلام ـ كما ذكرنا ـ هم الأفضل.
إذن ، تقتضي قاعدة اللطف التي قلنا : إنّها قاعدة الحكمة ، وبمقتضى السيرة العقلائية أنّ الإمامة لا بد أن تكون مختصة بأهل البيت عليهمالسلام ، لأنهم هم الأفضل.
وقد ذكرنا أنّ ثبوت الأفضلية لهم هي قضية ثابتة من النصوص ، ويمكن إثباتها بصورة أوضح وبالاعتراف العام للمسلمين بها ، وكذلك توجد شواهد كثيرة على ذلك ، قد نوفق للإشارة إليها في موضوع المرجعية الفكرية والدينية لأهل البيت عليهمالسلام ، وهناك سوف نجد الاعتراف الحقيقي بأفضلية أهل البيت عليهمالسلام أيضا.