السؤال الأول : لما ذا كان من الضروري أن تستمر الرسالة الإسلامية من خلال (الإمامة) ، مع أن هذه الرسالة هي رسالة خاتمة ، ثم لما ذا لم يكن هذا الاستمرار بهذه الصورة في الرسالات السابقة ، بل كان من خلال النبوات التابعة؟
أما عدم الاستمرار من خلال النبوات التابعة ، فلأن الاستمرار للنبوة في الرسالات السابقة كان أمرا طبيعيا ، وذلك للوصول بالرسالة والإنسانية معا إلى مرحلة التكامل الرسالي والإنساني ، فكان من الضروري أن يأتي أنبياء تابعون للرسالة الإلهية التي يرسل الله تعالى بها نبيا من الأنبياء أولي العزم ، لأن الرسالات الإلهية كانت تتعرض إلى التحريف فيها لدرجة تفقدها دورها الرسالي المطلوب من ناحية ، كما أن الرسالات لم تبلغ التكامل الرسالي المفروض الذي بلغته في الرسالة الخاتمة من ناحية أخرى ، والإنسانية لم تبلغ مرحلة التكامل الرسالي في ثبات الأصول والمبادئ الأساسية للرسالات الإلهية في مسيرتها من ناحية ثالثة ، فنحتاج إلى هذه النبوات التابعة التي قد يندمج فيها دور النبوة والإمامة في بعض الأحيان ، وقد ينفصل حسب طبيعة المرحلة والزمان ، فنشاهد :
أنبياء دون إمامة لإبلاغ الرسالة وبيان أو كشف ما تعرضت له من تحريف.
أو أوصياء دون نبوة ، ليكون دورهم هو مواصلة دور النبوة السابقة المحدود.
أما في الرسالة الخاتمة وبعد فرض تكاملها الرسالي والإنساني معا ، سواء على مستوى النظرية أو ثبات الأصول والمبادئ الأساسية للرسالة ، فنحن لسنا بحاجة