وبذلك تختص الولاية بالعلماء بعد الأئمة من أهل البيت عليهمالسلام ، وتنتقل إلى عدول المؤمنين عند فقدان العلماء.
الجانب الثاني : موقعهم في الحركة الاجتماعية للمجتمع الإنساني ، حيث يمكن أن نفهم من بعض النصوص السابقة ، أو مما ورد عن أهل البيت عليهمالسلام بصورة خاصة ، أن موقعهم هو أنّ الشيعة يمثلون مركز الدعوة الإسلامية والحركة الإلهية في المجتمع الإسلامي ، حيث ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام تمثيل موقع الإيمان من الإسلام بموقع الكعبة من المسجد الحرام (١) ، حيث يمكن أن نفهم من ذلك عدة أمور :
الأول : المسئولية في التصدي والعمل من أجل نشر وإقامة الحق والعدل ، ونشر الهدى والصلاح بين الناس ، والدعوة إلى الله تعالى ، وتحمل المصاعب والآلام والمحن بسبب ذلك.
الثاني : أن يكونوا القدوة والأسوة في السلوك الأخلاقي الراقي ، بحيث يكون قبلة للمسلمين والناس جميعا.
الثالث : إبقاء الارتباط بالناس والتأثير بهم ، والمحافظة على وحدة المجتمع
__________________
(١) حيث ورد عن سماعة بن مهران قال : سألته عليهالسلام عن الإيمان والإسلام فقلت له : أفرق بين الإيمان والإسلام؟ فقال : «أو أضرب لك مثلا؟». قال : قلت أو ذاك ، قال : «مثل الإيمان من الإسلام مثل الكعبة الحرام من الحرم ، قد يكون الرجل في الحرم ولا يكون في الكعبة ، ولا يكون في الكعبة حتّى يكون في الحرم ، فقد يكون مسلما ولا يكون مؤمنا ، ولا يكون مؤمنا حتّى يكون مسلما». قال : فقلت : فيخرجه من الإيمان شيء؟ قال : «نعم». قلت : فيصيّره إلى ما ذا؟ قال : «إلى الإسلام أو الكفر». وقال : «لو أنّ رجلا دخل الكعبة فأفلت منه بوله أخرج من الكعبة ولم يخرج من الحرم ، ولو خرج من الحرم فغسل ثوبه وتطهّر ثمّ لم يمنع أن يدخل الكعبة ، ولو أنّ رجلا دخل الكعبة فبال فيها معاندا أخرج من الكعبة ومن الحرم فضربت عنقه» ، بحار الأنوار ٦٨ : ٢٧١ ـ ٢٧٢ / ٢٩.