ومن ذلك الروايات التي وردت في صفات الشيعة ومحبي أهل البيت ، من أنّهم الصابرون على البلاء والمحن ، وأهل الورع والتقوى ، والصادقون ، وهم خير البرية ، وأنّهم بيض الوجوه ، وعدوهم سود الوجوه ، عن ابن عباس : ((وَعَلَى الْأَعْرافِ) : يعرفون محبّهم ببياض الوجوه ومبغضهم بسواد الوجوه) (١) ، لا سيما إذا أخذنا هذه الرواية مع قوله تعالى : (... يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ...) (٢) ، يعرف بأنّ المقصود ببيض الوجوه (المؤمنون) وبسود الوجوه (المنافقون).
وأن حبهم هو الشهادة واستكمال الإيمان ، وأن حب علي حسنة تأكل الذنوب ، فقد ورد عنه صلىاللهعليهوآله : «حبّ علي حسنة تأكل الذنوب وجواز من النار وبراءة منها ويثبت القدم على الصراط» (٣) ، وبغضه على عكس ذلك.
ويمكن أن نلاحظ في بعض هذه الروايات أكثر من بعد واحد.
سادسا : يمكن أن نرى بعد (الولاية) في بعض الآيات السابقة ، وكذلك في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْواناً وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) (٤) ، التي تعطي للأولياء دورا بعد الأنبياء والربانيين.
وكذلك في الروايات التي وردت عن النبي صلىاللهعليهوآله وأهل البيت عليهمالسلام التي تتحدث عن وراثة العلماء للنبي صلىاللهعليهوآله وخلافته من بعده ، وأنّ المرجع بعد أهل البيت عليهمالسلام هم العلماء.
__________________
(١) الصواعق المحرقة : ١٩٦.
(٢) آل عمران : ١٠٦.
(٣) كنوز الحقائق : ٥٣ ، و ٦٢ ، و ٦٣ ، كنز العمال ١١ : ٦٢١ / ٣٣٠٢١ ، و ٣٣٠٢٢ ، تاريخ بغداد ٣ : ١٦١ ، و ٤ : ١٩٥.
(٤) المائدة : ٢.