الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ* وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) (١).
وثالثا : يمكن أن نرى بعد وجوب (الحب والولاء) لهم مما سبق في بعد الامتداد من الآيات والروايات ، وما ورد من النص على غفران ذنوب محبي شيعتهم :
فعنه صلىاللهعليهوآله : «قد غفر لشيعتك ولمحبي شيعتك» (٢).
ورابعا : يمكن أن نرى بعد (التكامل الإنساني) فيهم ، الذي هو الهدف من وجود الإنسان في الحياة الدنيا ، وما ينتهي إليه الإنسان في الآخرة.
وذلك فيما ورد من روايات تتحدث عن مصير محبيهم ومصير مبغضيهم ومواصفاتهم ، ومنها الرواية التي أشرنا إليها في الهامش عن الزمخشري ، وتؤيدها روايات عديدة متفرقة ، تتحدث عن بعض مضمونها ، وأنّ حبهم وبغضهم مقياس للإيمان والنفاق.
__________________
(١) المائدة : ٥٥ ـ ٥٦.
(٢) الصواعق المحرقة : ٩٦ ، ١٣٩.
هنا رواية لا بأس بذكرها تيمنا بها ، فعن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال : «دخل عليّ على رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو في بيت أم سلمة ، فلمّا رآه قال : كيف أنت يا عليّ إذا جمعت الأمم ، ووضعت الموازين ، وبرز لعرض خلقه ، ودعي الناس إلى ما لا بدّ منه ، قال : فدمعت عين أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما يبكيك يا عليّ؟ تدعى والله أنت وشيعتك غرّا محجّلين رواء مرويّين مبيضّة وجوهكم ، ويدعى بعدوّك مسودة وجوههم أشقياء معذّبين ، أما سمعت إلى قول الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ـ البينة : ٧ ـ أنت وشيعتك (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) ـ البينة : ٦ ـ عدوّك يا عليّ» ، بحار الأنوار ٦٨ : ٧٠ ـ ٧١ / ١٣٠ ، ولا بأس بمراجعة بحار الأنوار ٦٨ : ١ ـ ٨٣ ، باب فضائل الشيعة.
ونقل الهيثمي في مجمعه عن الطبراني ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لعلي عليهالسلام : «أنت وشيعتك تردون على الحوض رواة مرويين مبيضة وجوهكم ، وإنّ أعداءك يردون على الحوض ظماء مقمحين» ، مجمع الزوائد ٩ : ١٣١.