إذن ، فهذه القضية من القضايا المهمة التي تميز شيعة أهل البيت عليهمالسلام ، ولا بد أن نأخذها بنظر الاعتبار عند ما نتحدث عن انطباق هذه الروايات عليهم ، ولذلك نرى أنّ قضية الحب في بعض هذه الروايات تذكر بصورة : أنّ الإنسان المحب لأهل البيت والمرتبط بهم لو قطع إربا إربا لما ترك هذا الحب ويبقى على ارتباطه بأهل البيت ... لما ذا؟
لأن هذا الحب هو إيمان وعقيدة ، وليس مجرد عاطفة ، ولأن حب العواطف والمشاعر يتأثر ـ عادة ـ بمثل هذه الأمور والصعاب ، فالصديق عند ما تجد في صداقته خيرا تحبه ، ولكن عند ما تجد في صداقته الأذى والضرر يتقلص هذا الحب وقد ينتهي ، وهكذا في كل علاقة اجتماعية ، الأب مع الابن ، وكذلك العكس ، الزوجة مع الزوج ، مثل هذه العلاقات باعتبار أنّها قضية ذات طبيعة عاطفية أو حقوق متبادلة أو أي شيء آخر نسميه ، تتأثر بمثل هذه العوامل ، أما حبّ أهل البيت عليهمالسلام فهو حبّ إيمان وعقيدة وارتباط بالله تعالى ، لذلك فإنّ هذا الحب لا يتأثر بمثل هذه الأمور ، وهو كما يقول الشاعر (العامي) (١) في حديثه الشعبي عن حبه للحسين عليهالسلام :
لو قطّعوا أرجلنا واليدين |
|
نأتيك زحفا سيدي يا حسين |
فإن هذا الشعار يعبّر عن هذا النوع من الحب ، وليست المسألة فيه هي مسألة مصالح ومنافع.
__________________
(١) المقصود من العامي هنا هو : العموم في مقابل الخصوص ، يعني اللغة واللهجة الشعبية.