تجاه الأبناء ، ولم تكن فاطمة عليهاالسلام امرأة غريبة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله فهي ابنته ، ومع ذلك كان يتعامل معها بهذه الطريقة (١).
كما أنّ هذه العلاقة كانت بدرجة عالية جدا من الحب والعاطفة من قبل فاطمة عليهاالسلام نفسها تجاه أبيها صلىاللهعليهوآله ، حتى أنّها سميت باللقب المعروف عنها (أم أبيها) ، أي أنّ علاقة الحب والرعاية لرسول الله من قبلها كانت بهذه الدرجة التي تستحق هذه التسمية.
ولعل أروع تعبير عن ذلك ما ترويه عائشة ـ أيضا ـ في فضل فاطمة عليهاالسلام في هذا الأمر ، قالت : ما رأيت أحدا أشبه سمتا ودلا وهديا برسول الله صلىاللهعليهوآله في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ قالت ـ : وكانت إذا دخلت على النبي صلىاللهعليهوآله قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه ، وكان النبي صلىاللهعليهوآله إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها ، فلما مرض النبي صلىاللهعليهوآله دخلت فاطمة عليهاالسلام فأكبت عليه فقبلته ثم رفعت رأسها فبكت ، ثم أكبت عليه ثم رفعت رأسها فضحكت ، فقلت : إن كنت لأظن أنّ هذه من أعقل نسائنا فإذا هي من النساء! ، فلما توفي النبي صلىاللهعليهوآله قلت لها : أرأيت حين أكببت على النبي صلىاللهعليهوآله فرفعت رأسك فبكيت ثم أكببت عليه فرفعت رأسك فضحكت ، ما حملك على ذلك؟ قالت : «أخبرني أنّه ميت من وجعه هذا فبكيت ، ثم أخبرني أنّي أسرع أهله لحوقا به فذاك حين ضحكت» (٢).
__________________
(١) والروايات في هذا المجال كثيرة جدا ، ولا أريد أن أطيل الحديث بسردها ، ويمكن مراجعتها في مصادرها.
(٢) صحيح البخاري ٤ : ٢٤٨ ، سنن الترمذي ٥ : ٧٠٠ / ٣٨٧٢ ، ورواه الحاكم ـ أيضا ـ في مستدركه ٤ : ٢٧٢ ـ ٢٧٣ ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.