في مقابل الأول ، وإنّما هو الوجه المادي من العامل الأول ، وقد امتاز أهل البيت عليهمالسلام بوجود هذا العنصر في منهجهم وعملهم.
وقد كان هذا التخطيط يتمثل :
أولا : باهتمام أهل البيت عليهمالسلام بعملية التدوين وهي عملية كانت معقدة في ذلك العصر والزمان ، ولكنّهم أعاروها أهمية خاصة ، حيث طلبوا من أصحابهم الخصوصيين ـ منذ زمن الإمام علي عليهالسلام ـ أن يدونوا التراث الأصيل ، وكان الإمام علي عليهالسلام قدوة لهم في ذلك ، حيث إنّه دوّن الكثير من التراث ، كما تؤكد الكثير من النصوص التي وردت في كتابة الإمام علي عليهالسلام للصحيفة الجامعة ، وكذلك النصوص التي وردت في كتابته عليهالسلام وتدوينه للقرآن بصورة كاملة ، أي بنصه وشرحه.
وثانيا : بمنهج أهل البيت عليهمالسلام في الانفتاح على بقية أوساط المسلمين في التعليم والمعاشرة ، بحيث تمكنوا من أن يتوغلوا في هذه الأوساط وينشروا الكثير من الحقائق المقنعة للمسلمين ويستثمروا الكثير من التعاطف الموجود فيها ، مع مظلوميتهم ومواقفهم في نصرة الحق والدفاع عنه ، والتزام العدل والفئات المستضعفة من الناس.
العامل الثالث : ما تركه الإمام علي عليهالسلام في قلوب المسلمين من ودّ وحبّ ، بالرغم من كل المحاولات التي جرت لقمعه عليهالسلام ، كما أشرنا في الشكل الثاني.
فإن شخصية الإمام علي عليهالسلام قد فرضت نفسها على المجتمع الإسلامي عموما ، وعلى أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله خصوصا في زمن الخلفاء الراشدين ، بعد أن تبين في الإمام علي عليهالسلام الوجه الآخر الناصع له من الزهد في الدنيا ومناصبها والحرص على المصلحة الإسلامية العليا ، بالرغم مما تعرض له من ظلم وحيف ، كما أنّ منهجه الواضح في الاستقامة على الحق والعدل والانصاف من نفسه والانتصاف