كما أنّ هناك الكثير من الروايات الأخرى التي تذكر هذه الأسماء لهذا العنوان ، وبعضها أسماء بقية أئمة أهل البيت عليهمالسلام تبعا لهم ، ولكن بعض هذه الروايات ليست بهذا المستوى من السند والتضافر والتواتر الذي أشرت له في رواياتهم ، وبعضها لا يستخدم عنوان أهل البيت ، وإن كان يؤكد هذه الحقيقة ، وإنّما يذكر هذه الأسماء بعنوان أنّها أسماء مقدسة وطاهرة ، كالروايات التي وردت في تفسير قوله تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (١) ، حيث يذكر في تفسير الكلمات والأسماء الخمسة المقدسة : النبي صلىاللهعليهوآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام (٢) ، ولكن لا يذكرها بعنوان أهل البيت.
وأما حديث الكساء ، فإنّه يطبّق عنوان أهل البيت عليهمالسلام على هؤلاء الخمسة تطبيقا كاملا ، فيه جانب الإيجاب وهو : انطباق العنوان عليهم ، وجانب السلب في إخراج غيرهم منهم (٣).
فأهل البيت من خلال الرجوع إلى النصوص نرى من الواضح انطباقه في زمن رسول الله صلىاللهعليهوآله على هؤلاء الخمسة : رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام.
الملاحظة الثانية التي يحسن الإشارة إليها في هذا المجال : هو أنّ الآيات القرآنية السابقة التي تحدثنا عنها ، وكذلك غيرها قد وردت فيها ـ أيضا ـ نصوص وروايات من طرق العامة تؤكد المضمون المستفاد منها ، ومن ثم فهذه النصوص
__________________
(١) البقرة : ٣٧.
(٢) راجع شواهد التنزيل : ٢٩١ ـ ٢٩٣ ، تأويل الآيات الظاهرة : ٥٠ ـ ٥٣.
(٣) البحث في اختصاص عنوان أهل البيت في هؤلاء الخمسة من الأبحاث المعروفة في كتب الكلام والحديث والتفسير ، ولهذا السبب لم نطل الحديث في ذلك ، ولمزيد من التوضيح راجع كتاب أهل البيت في الكتاب والسنة : ٦٣ ـ ٦٥.