الاستدلال بالروايات
الدليل الثاني : الاستدلال بروايات جمهور المسلمين على إمامة أهل البيت عليهمالسلام.
بعد الاستدلال بالقرآن الكريم نأتي إلى الدليل الثاني وهو الروايات التي وردت عن النبي صلىاللهعليهوآله في اختصاص أهل البيت بالإمامة ، من طرق العامة (١) ، أو طرق الجمهور ، أو ما يمكن أن نعبّر عنه بمدرسة عموم الصحابة الذين طرحوا كمرجع لمعرفة الإسلام في مقابل مرجعية أهل البيت عليهمالسلام (٢).
__________________
(١) لا يرتاح أهل السنة إلى إطلاق كلمة (العامة) عليهم ، حيث يفترضون أنّ التعبير بذلك عنهم يعني اتهامهم بالعامية ، ولكن لا يراد من كلمة العامة العوام ، وإنّما يراد منه عموم الناس ، في مقابل (الخاصة) الذين هم شيعة أهل البيت عليهمالسلام والمعتقدين بإمامتهم ، وباعتبار أنّ جمهور الناس وعمومهم كانوا في ذلك الوقت لا يؤمنون بإمامة أهل البيت عليهمالسلام.
(٢) يلاحظ في موضوع (المرجعية الفكرية) وتشخيص من يتم الرجوع إليه لمعرفة الإسلام ، أنّ هناك ـ بعد الاتفاق على مرجعية القرآن الكريم والسنة النبوية ـ مدرستين واتجاهين :
الاتجاه الأول : وهو يذهب إلى أنّ عموم الصحابة يمكن الرجوع إليه في هذا الأمر ، وقد تبنى هذا الاتجاه جمهور المسلمين الذين يطلق عليهم (أهل السنة) ، وغالبيتهم الفعلية ترى عدالة عموم الصحابة ، بل يرى الكثير منهم أنّ عمل الصحابي يمكن الرجوع إليه في معرفة الحكم الشرعي ، إذا لم يكن هناك نص واضح يخالفه ، ولذا يمكن أن يقال : إنّ الحق هو تسمية أصحاب هذا الاتجاه بأهل السنة.
الاتجاه الثاني : وهو يذهب إلى أنّ الرجوع إنما يكون لأهل البيت عليهمالسلام ، ومنهم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأنّ الأخذ لا بد أن يكون عن طريق الثقات من أصحابهم دون الفرق بين أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله أو غيره.