المدخل
مفهوم الإمامة
أشرنا في التقديم إلى أنّ مفهوم الإمامة في الثقافة الإسلامية العامة الرسمية المعروفة يتبادر منه الولاية والحكم ، ويمثل هذا المفهوم تصورا تحريفيا لمفهوم الإمامة ، إذا أردنا أن نرجع فيه إلى المصادر الإسلامية الأصيلة ، كالقرآن الكريم والسنة النبوية.
ولعل السبب في هذا التحريف لهذا المفهوم هو فرض الأمر الواقع في التاريخ الإسلامي ، وجعله مبررا لاستنباط هذا المفهوم وتحريفه ، حيث إن مدرسة تبرير الأمر الواقع فرضت نفسها على الكثير من المفاهيم والتلقي والاستنباط للنصوص الإسلامية ، وما يعبر عنه بالاجتهاد في مقابل النص ، أو التفسير بالرأي ، وذلك بتحميل النص العناصر الذاتية والميول الخاصة أو الظروف السياسية والاجتماعية وتفسيره بها ، بحيث يتحول الأمر الواقع والسلوك الخاص لهذه الجماعة ، وتلك حقيقة يقاس ويفهم بها النص الإسلامي بدل أن يؤخذ النص الإسلامي بصورة موضوعية ، ويفهم من خلال مداليل الكلام لغة ، أو من خلال القرائن الحالية والمقالية التي أحاطت به ، ويصبح بذلك ـ مع الأسف ـ السلوك الاجتماعي للإنسان مفسرا وموجها للنص الإسلامي ، بدل أن يكون النص الإسلامي هاديا وموجها للسلوك الاجتماعي.
وقبل الاستغراق بذلك يحسن بنا الرجوع إلى النصوص القرآنية التي تعتبر أفضل مصدر لفهم مدلول (الإمامة) ، ثم نستعين بالنصوص النبوية في هذا الفهم ،