فهل نجد أن هذه الرسالة لم توضع لها ضمانات للاستمرار والبقاء ، كما وضعت ضمانات للرسالات السابقة التي جاء بها الأنبياء أولو العزم ، حيث كانوا يقومون بمهمة إدامة زخم تلك الرسالة ومتابعة الإشراف على تطبيقها ودعوة الناس إليها؟ ، أو أنّ الله تعالى وضع ضمانة من نوع آخر؟ ، لأن عمر الرسول ـ بصورة عادية ـ يبقى محدودا بالنسبة إلى عمر الرسالة نفسها ، ولا يستمر عمره ـ عادة ـ باستمرار الرسالة نفسها ، ولذلك كان الله تعالى يرسل الأنبياء التابعين من أجل أن يديموا حركة الرسالة ومسيرتها.
هذا السؤال هو الذي يفرض الحديث عن وجود الإمامة ، وموقع ودور أئمة أهل البيت عليهمالسلام منها ، وأنّ الله تعالى شاء أن يكون استمرار الرسالة الخاتمة عن طريق (الامامة) ، وأن تكون هذه الإمامة في أهل البيت سلام الله عليهم.
وهذا الموضوع وإن كان يحتاج إلى بحث وشرح واسع ، ولكن سوف أشير إليه في حدود الإثارة وبعض خطوطه العامة فيما يأتي من البحث ـ إن شاء الله تعالى ـ حيث نحاول معالجة ثلاثة أسئلة رئيسية حوله :
الأول : ما هي ضرورة وجود الإمامة في الرسالة الخاتمة.
الثاني : لما ذا كان استمرار الإمامة في الرسالة الخاتمة في خصوص أهل البيت عليهمالسلام؟ ولم يوضع هذا الدوام بصيغة أوسع وأشمل من هذه الأسرة الشريفة وهم (أهل البيت) ، ووضعت الإمامة والاختصاص في خصوص (آل النبي محمد صلىاللهعليهوآله).
الثالث : لما ذا اختصت الإمامة بخصوص الأئمة الاثني عشر المعروفين من أهل البيت عليهمالسلام.
وجواب كل واحد من هذه الأسئلة يحتاج فيه إلى بيان بعدين :
أحدهما : تفسير هذه الظاهرة ، لأن الظواهر الإلهية والإسلامية بصورة عامة