هذا البحث ، حيث نشير فيه إلى مفهوم (الإمامة) ، ثمّ إلى أبعاد النظرية الإسلامية فيها.
ثانيا : تشخيص الأهداف والأدوار العامة لأهل البيت على المستوى النظري مع الإشارة إلى أدلة هذه الأهداف والأدوار ، ومنها الكتاب الكريم والسنة الشريفة التي وردتنا من النبي صلىاللهعليهوآله وعن أهل البيت عليهمالسلام.
نظرية الإمامة
وفيما يتعلق بالأمر الأول وهو بيان (النظرية) ، يلاحظ بأن الرسالات الإلهية السابقة كانت تعتمد في إدامتها واستمرارها وبقائها على مجموعة من الأنبياء الذين يأتون بعد كل نبي من الأنبياء أولي العزم ، يتحملون مسئولية هذه الرسالة على مستوى الإدامة والتطبيق والتفسير ، ولكن الرسالة الخاتمة التي هي أعظم هذه الرسالات وأفضلها ، وأراد الله لها الاستمرار والبقاء إلى آخر الحياة البشرية ، يلاحظ فيها أنها رسالة لا يوجد فيها نبي بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، لما نص عليه القرآن من قوله تعالى (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ ...) (١) ، وكذلك ما ورد عن رسول الله صلىاللهعليهوآله وتواتر عنه صلىاللهعليهوآله لدى المسلمين من قوله لعليّ عليهالسلام : «... أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبيّ بعدي» (٢).
إذن ، فهذه الرسالة ـ من ناحية ـ هي أعظم الرسالات الإلهية ، وأريد لها الاستمرار والدوام أكثر مما أريد للرسالات الإلهية الأخرى ، ومن ناحية أخرى
__________________
(١) الأحزاب : ٤٠.
(٢) بحار الأنوار ٢١ : ٢٠٨ / ١ ، المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٠٩ و ١٣٣ و ٣٣٧ ، صحيح البخاري ٣ : ٥٨ / ٣٥٠٣ ، راجع كتاب المراجعات : ٢٦٤ / ٢٨ ، وقد ذكر فيه مصادر علماء المسلمين.