المقصود منها هو الإمام علي عليهالسلام (١).
الرابع : آية الاستخلاف المطلق التي وردت في القرآن الكريم ، وهي قوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ...) (٢) ، فإن هذه الآية الكريمة تدل على ضرورة الإمامة بعد النبي صلىاللهعليهوآله لإكمال عملية الاستخلاف (المطلق) الذي يتحقق فيه الأمن الكامل والتوحيد المطلق في العبادة لله تعالى ، لأن ذلك لم يتحقق في زمن الرسول ولا من بعده ، ولا زال الشرك بالله والخوف من الناس ظاهرة قائمة في التاريخ الإنساني منذ زمن النبي صلىاللهعليهوآله وحتى الآن ، وإن كانت بعض درجات الاستخلاف أو التمكين للدين أو الأمن قد تحققت في بعض الأزمنة الماضية ، ولكن درجة الاستخلاف على مستوى التوحيد المطلق لله تعالى المذكور في الآية الكريمة لم يتحقق على مدى التاريخ.
وقد وردت بعض النصوص عن أهل البيت عليهمالسلام تؤكد أنّ المعني بهذا الوعد هو
__________________
(١) عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه كان يوم الجمعة يخطب على المنبر ، فقال : «والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلا وقد نزلت فيه آية من كتاب الله عزوجل ، أعرفها كما أعرفه ، فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، ما آيتك التي نزلت فيك؟ فقال : إذا سألت فافهم ولا عليك ألا تسأل عنها غيري ، أفقرأت سورة هود؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : فسمعت الله عزوجل يقول : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ)؟ قال : نعم ، قال : فالذي على بينة من ربّه محمد رسول صلىاللهعليهوآله والذي يتلوه شاهد منه ، وهو الشاهد وهو منه ، عليّ بن أبي طالب ، وأنا الشاهد ، وأنا منه صلىاللهعليهوآله» ، الأمالي للطوسي : ٣٧١ / ٨٠٠.
وكذلك رواها المغازلي في المناقب : ٢٧٠ / ٣١٨ ، باختلاف يسير ، ويراجع في هذه الآية فضائل الخمسة ١ : ٣١٧ ، لمعرفة وجود المصادر الأخرى لمثل هذا التفسير.
(٢) النور : ٥٥.