المراد باحتفاف الخبر بالقرينة العلمية عندهم هو كونه بمثابة يوجب وثوق النفس واطمئنانها بصدوره وقد حكي عن السيد قدسسره تفسير العلم بأنه ما اقتضى سكون النفس كما حكي عن بعض الأخباريين أنه ادعى أن مرادنا بالعلم بصدور الأخبار هو هذا المعنى اليقيني الذي لا يقبل الاحتمال رأسا وبذلك ربما يحصل وجه الجمع بين دعوى السيد إجماع الطائفة على عدم الحجية وبين دعوى الشيخ تلميذه المطلع على كلماته ببواطنها إجماعهم على الحجية فإن الظاهر من محكي العدة أن القرائن التي أنكر الشيخ احتفاف جميع الأخبار بها هي خصوص موافقة الكتاب والسنة المتواترة والإجماع لا مطلق ما يوجب الوثوق والاطمئنان بصدور الخبر من الأمور التي لا تدخل تحت الإحصاء فمراده من الخبر الواحد الذي قام إجماع الفرقة على الأخذ به هو الخبر المطمئن بصدوره الذي هو بالنظر العرفي المسامحي من أفراد العلم لا مطلق الخبر ولو لم يكن بهذه المثابة من القوة إذ لا دليل على حجيته كذلك ولم يقم بناء من العقلاء والعلماء على الأخذ به بدون ذلك بل الخبر الذي تطابقت الأدلة على حجيته إنما خصوص ما يعد من أفراد العلم عرفا ويكون الظن منصرفا عنه كذلك ولا يظن بالسيد وأتباعه رد مثله بل لو ظهر من واحد منهم الفتوى بعدم حجيته لكان عمله مخالفا مع فتواه جدا وليس مراد السيد من الأخبار التي ادعى كون الأخذ بها مثل القياس في أنه متروك بين الشيعة ما كان كذلك من الأخبار قطعا بل الظاهر منه إرادة أخبار المخالفين التي ربما يكون عدم صدور أكثرها موثوقا به للنفس وإلا فلا يظن به ولا بغيره من أصحابنا إذا عرض عليهم الخبر الواصل بطرقنا الموثوق بصدورها من المعصوم إلا التسلم له والأخذ به هذا ولكن ليعلم أن الظاهر أن إجماعهم على ذلك ليس بما أنهم فقهاء أهل