إنه حاك عن الحجية ثم اختلف أصحابنا في وجه حكايته عن قول المعصوم عليهالسلام وكشفه عنه محكي عن السيد رحمهالله القول بأن ذلك من جهة العلم بدخول شخص المعصوم عليهالسلام في المجمعين بأن يكون فيهم من لا يعرف أصله ونسبه ويكون
موافقا معهم في الرأي وعن الشيخ قدسسره أنه من جهة اقتضاء قاعدة اللطف وأن الواجب على المعصوم عليهالسلام في صورة مخالفته معهم في الرأي إلغاء الخلاف بينهم
فبتحقق الإجماع يكشف موافقته معهم فيه وأن المجمع عليه هو حكم الله الموجود عنده
في الواقعة وعن بعض المتأخرين أنه من جهة الحدس برأيه ورضاه بما أجمع عليه
لاستحالة تخلف ذلك عن قيام الإجماع عليه عادة وقد يتفق لبعض الأوحديين وجه آخر
لاستكشاف رأيه غير هذه الوجوه وهو بالتشرف إلي خدمته وأخذ الحكم من حضرته لكن هذا
في الحقيقة من طرق الوصول إلى قوله لا من الوجوه التي بها يكون الإجماع كاشفا عنه
ولكن الإنصاف عدم تمامية هذه الوجوه وعدم صلوحها للتمسك بها أما وجه الدخول فلأن
العلم بدخوله عليهالسلام في المجمعين مما لا سبيل إليه في زمان الغيبة بحيث يقطع
بعدم حصوله لواحد ممن يدعي الإجماع من أصحابنا وأما وجه اللطف فلأن الواجب على
الإمام عليهالسلام بيان الأحكام بالطرق المتعارفة وليس عليه إيصالها إلى
جميع المكلفين ورفع اختفائها إذا اختفت لبعض العوارض التي نشأت من أنفسنا كما كان
قد يتفق ذلك في زمان الحضور أيضا وبالجملة فليس على الإمام رفع الخطاء من الفقهاء
وإيصالهم إلى الأحكام الواقعية وإزالة الاشتباه عن أنظارهم واجتهاداتهم كي يكون
لإجراء قاعدة اللطف مجال وأما وجه الملازمة فلوضوح أن حصول الاتفاق بين المجمعين
على أمر اتفاقا ومن جهة أداء أنظارهم واجتهاداتهم إليه بدون تواطؤ منهم وتبان عليه
لا يستلزم رضاء المعصوم به