الطبرسي وما نقله عن بعض حشوية العامّة في تحريف القرآن ، فإنّه بعد أن تهجّم على الشيعة وعلمائها جاء ليعترف ببعض الحقائق ، فممّا قاله :
«نعم أسقط زمن الصدّيق ما لم يتواتر ، وما نسخت تلاوته ، وكان يقرأه من لم يبلغه النّسخ ، وما لم يكن في العَرضَة الأخيرة»(١).
وهذا ادّعاء من الآلوسي بإسقاط الصدّيق! بعض الآيات ، بدعوى أنّ فيها ممّا لم تتواتر أو نسخت تلاوتها أو لم تكن في العرضة الأخيرة وأمثالها.
فمن يمكن له أن يدّعي بأنّ الموجود في مصحف عائشة : «(إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) ، وعلى الّذين يُصلُّون الصُّفوف الأُوَل».
أو الموجود في مصحف أُبيّ قوله : «(لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُّطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ * وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ) إنّ الدين عند الله الحنيفيّة غير المشركة ولا اليهودية ولا النصرانية ومن يفعل ذلك فلن يُكفَر» هو من القرآن حتّى يدّعى بعد ذلك بعدم تواتره ، أو كونه من منسوخ التلاوة ، أو لم يكن في العرضة الأخيرة.
وعلى هذا الكلام يلزم أن يُقسّم القرآن إلى قرآن متواتر وقرآن غير متواتر ولا يقول بهذا الكلام أحد من المجانين فضلاً عن عقلاء القوم.
__________________
(١) روح المعاني ١ / ٢٥.