التّاريخ يذكرها بالجميل لأبي بكر في الإشراف ، ولعمر في الاقتراح ، ولزيد في التنفيذ ، وللصَّحابة في المعاونة والإقرار.
قال عليّ (كرّم الله وجهه) : (أعظمُ النّاس في المصاحف أجراً أبو بكر. رحمة الله على أبي بكر ، هو أوّل مَن جمعَ كتاب الله) أخرجه ابن أبي داود في المصاحف بسند حسن.
وقد قوبلت تلك الصُّحف الّتي جمعها زيد بما تستحقّ من عناية فائقة ، فحفظها أبوبكر عنده ثمّ حفظها عمر بعده ثمّ حفظتها أُمُّ المؤْمنين حفصة بنت عمر بعد وفاة عمر حتّى طلبها منها خليفة المسلمين عثمان ، حيث اعتمد عليها في استنساخ مصاحف القرآن ، ثمّ ردّها إليها كما يأتيك بيانه إن شاء الله»(١).
مناقشة كلام الزرقاني :
وكلام الزرقاني هذا فيه مساس بالصحابة المدوّنين للقرآن على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذ اتّهمهم بقلّة الضبط حين التدوين ، وعدم عدالتهم ووثاقتهم حين النقل.
وأنّ اعتمادهم شاهدين عادلين يشهدانِ لهم على أنّ ذلك المكتوب كتب بين يدي رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فيه تجريح بوثاقة الصحابي ؛ لأنّ الأخذ
__________________
(١) مناهل العرفان ١ / ١٧٥ ـ ١٧٦.