مع محمّد !!
وفي آخر تراهم يعتبرون
حجّية القرآن بخبر الآحاد ، بدعوى أنّ ذلك الشخص ـ زيد بن ثابت أو ذلك الأعرابي ـ
كان أحدثهم عهداً بالعرضة الأخيرة ، فقد روى أبو قلابة «عن مالك بن أنس : كنت فيمن
أملي عليهم فربّما اختلفوا في الآية فيذكرون الرجل قد تلقّاها من رسول الله ، ولعلّه
أن يكون غائباً أو في بعض البوادي ، فيكتبون ما قبلها وما بعدها ويدعون موضعها حتّى
يجيء أو يرسل إليه».
وأنّ دعوى ـ أو قل
تبرير ـ مقولة أحدثهم عهداً بالعرضة الأخيرة حدث في زمن محمّد بن سيرين إذ روي : «عن
كثير بن أفلح : أنّه كان يكتب لهم ، فربّما اختلفوا في الشيء فأخّروه ، فسألت : لم
تؤخّروه؟ قال : لا أدري ، قال محمّد : فظننت فيه ظنّاً فلا تجعلوه أنتم يقيناً ، ظننت
أنّهم كانوا إذا اختلفوا في الشيء أخّروه حتّى ينظروا آخرهم عهداً بالعرضة الآخرة ،
فيكتبوه على قوله».
لا أدري ماذا نفعل
والكلّ يدّعي سماعه العرضة الأخيرة ، فلماذا يُقدَّم ما سمعه زيد بن ثابت ولا يؤخذ
بكلام ابن مسعود وأبيّ بن كعب وعليّ بن أبي طالب!!
__________________