وَذي أناة لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاْجَعْلني لِنَعْمائِكَ مِنَ الشّاكِرينَ وَلآلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ ، إلهي وَسَيِّدي وَكَمْ مِنْ عَبْد أمْسى وأصْبَحَ شَريداً طَريداً حَيرانَ مُتَحَيِّراً جائِعاً خائِفاً خاسِراً فِي الصَّحاري وَالْبَراري قَدْ أحْرَقَهُ الْحَرُّ وَالْبَرْدُ وَهُوَ في ضرّ مِنَ الْعَيْشِ وَضَنْك مِنَ الْحَياةِ وَذُلّ مِنَ المَقامِ يَنْظُرُ إلى نَفْسِهِ حَسْرَةً لا يَقْدِرُ لَها عَلى ضَرّ وَلا نَفْع وَأنَا خِلْوٌ مِنْ ذلِكَ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ فَلا إله إلاّ أنْتَ سُبْحانَكَ مِنْ مُقْتَدر لا يُغْلَبُ وَذي أناة لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد واْجعَلْني لأنْعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ ولآلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ واَرْحَمْني بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ إلهي وَسَيِّدي وكَم مِنْ عَبْد أمْسى وَأصْبَحَ عَليلاً مَريضاً سَقيماً مُدْنِفاً عَلى فُرُشِ العِلَّةِ وَفي لِباسِها يَتَقَلَّبُ يَميناً وشِمالاً لا يَعْرِفُ شَيْئاً مِنْ لَذَّةِ الطَّعامِ وَلا مِنْ لَذَّةِ الشَّرابِ يَنْظُرُ إلى نَفْسِهِ حَسْرةً لا يَسْتَطيعُ لَها ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَأنَا خِلْوٌ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ فَلا إله إلاّ أنْتَ سُبْحانَكَ مِنْ مُقْتَدر لا يُغْلَبُ وَذي أناة لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد واْجعَلْني لَكَ مِنَ الْعابِدينَ وَلِنعَمائِكَ مِنَ الشّاكِرينَ وَلآلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ وَارْحَمْني بِرحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرّاحِمينَ ، مَوْلاي وَسَيِّدي وَكَمْ مِنْ عَبْد أمْسى وَأصْبَحَ وَقَدْ دَنا يَومُهُ مِنْ حَتْفِهِ وأحْدَقَ بِهِ مَلَكُ الْمَوْتِ [في أعْوانِهِ يُعالِجُ سَكَراتِ الْمَوْتِ](١) وَحِياضَهُ تَدُورُ عَيْناهُ يَميناً وَشِمالاً يَنْظُرُ إلى أحِبّائِهِ وَأوِدّائِهِ وأخِلاّئِهِ ، قَدْ مُنِعَ مِنَ الكَلامِ وَحُجِبَ عَنِ الخِطابِ يَنْظُرُ إلى نَفْسِهِ
__________________
(١) سقطت من نصّ نسخة المخطوطة ، ورقة رقم ٢٩.