وأتباعهم : انظروا إلى صفة النبيّ الذي يبعث في آخر الزمان ، ليس يشبه نعت هذا. وكانت للأحبار والعلماء مأكلة من سائر اليهود ، فخافوا أن تذهب مأكلتهم إن بيّنوا الصفة ، فمن ثمّ غيّروا»(١).
وقال في بيان سبب نزول الآية ١٧٤ من نفس السورة : «قال الكلبي [عن أبي صالح عن ابن عبّاس] : نزلت في رؤساء اليهود وعلمائهم كانوا يصيبون من سفلتهم الهدايا [والفضول] ، وكانوا يرجون أن يكون النبيّ المبعوث منهم. فلمّا بُعِثَ من غيرهم خافوا ذَهاب مأكلتهم وزوال رياستهم ، فعمدوا إلى صفة محمّد صلّى الله عليه وسلّم فغيّروها ، ثمّ أخرجوها إليهم وقالوا : هذا نعت النبيِّ الذي يخرج في آخر الزمان لا يشبه نعت هذا النبيّ الذي بمكّة ، فإذا نظرت السفلة إلى النعت المغيّر وجدوه مخالفاً لصفة محمّد فلا يتبعونه»(٢).
__________________
(١) أسباب نزول القرآن : ٢٩.
(٢) أسباب نزول القرآن : ٥٢ ، هناك انموذجٌ آخر ذكره الواحدي في أسباب النزول في الصفحة ١١٥ : «وقال الكلبي : إنّ ناساً من علماء اليهود اُولي فاقة ، أصابتهم سَنة ، فاقتحموا إلى كعب بن الأشرف بالمدينة ، فسألهم كعب : هل تعلمون أنّ هذا الرجل ـ رسول الله ـ في كتابكم؟ قالوا : نعم ، وما تعلمه أنت؟ قال : لا ، قالوا : فإنّا نشهد أنه عبد الله ورسوله ، قال [كعب] : لقد حرمكم الله خيراً كثيراً ، لقد قدمتم عَلَيَّ وأنا أريد أن أبرّكم وأكسو عيالكم ، فحرمكم الله وحرم عيالكم. قالوا : فإنّه شُبّه لنا ، فرويداً حتّى نلقاه. فانطلقوا فكتبوا صفة سوى صفته ، ثمّ انتهوا إلى نبيِّ الله صلّى الله عليه وسلّم فكلّموه وسألوه ، ثمّ رجعوا إلى كعب ، وقالوا : لقد كنّا نرى أنّه رسول الله ، فلمّا أتيناه إذا هو ليس بالنعت الذي نُعت لنا ، ووجدنا نعته مخالفاً للذي عندنا. وأخرجوا