التبيان
ومجمع البيان والتي وقع في سندها
أبو جعفر في غير رواية المأكلة ، وهذا الرأي بحدّ ذاته فيه تأمّل ، وعلى أقلّ
التقادير فإنّ نظريته هذه لا تنطبق على هذه الرواية ، وذلك لو أنّنا فتّشنا تفسير الطبري بأسره وما جاء في سياق
هذه الآية من بحث لم نعثر فيه على ما يتضمّن هذا المفهوم ، كما أنّه لم ترد فيه أيّ
عبارة مشابهة للرواية المذكورة.
إنّ المصدر الشيعي
الوحيد الذي جاء بهذه الرواية قبل الشيخ الطوسي هو كتاب المصابيح في تفسير القرآن ، وهو من تأليف أبي
القاسم الحسين ابن علي المعروف بالوزير المغربي (ت ٤١٨ هـ) ، فإنّ الوزير المغربي في
تفسيره هذا ـ والذي لم يطبع للأسف حتّى الآن ـ يذكر في سياق الآية
المشار إليها آنفاً هذه الرواية حيث يقول : «قال أبو جعفر : كان لحُيي بن أخطب وكعب
بن الأشرف وآخرين منهم مأكلةٌ على يهود في كلّ سنة ، فكرهوا إبطالها بأمر النبيّ
(صلى الله عليه وآله) فحرّفوا لذلك آيات من التوراة ، منها : صفته وذكره ، فذلك الثمن
القليل الذي أريد في الآية».
علماً بأنّ الشيخ الطوسي
يدأب على ذكر الوزير المغربي وينقل بعض آرائه وذلك في مواطن عديدة في تفسيره التبيان ، بل ويذكر بعض المطالب
__________________