قُرَاء الأمّة
أمثال ابن مسعود وأُبيّ بن كعب دعوا إلى حجّية القرآن من خلال التواتر لا البيّنة.
وإنّي بإطروحتي
أردت لفت نظر الباحثين إلى اُمور جديدة لم يدرسوها ويبحثوها من قبل في تاريخ جمع
القرآن ، وأنّها بنظري ضرورية ، تفتح آفاقاً جديدة في العمل العقائدي ، إذ بهذه
البحوث يتبيّن خلفيّات الأمور على صورتها الواقعية دون إعطاء هالة لهذا الشخص أو
ذاك.
فالإمام أمير
المؤمنين عليّ عليهالسلام ـ كما قلنا ـ أراد أوّلاً : أن يدوّن المصحف المجرّد = مصحف
التلاوة ، لسدّ التلاعب بالقرآن.
ثمّ بعده أن يدوّن
المصحف المفسّر ، ذلك الكتاب الذي أعدّ أوّليّاته وكلّيّاته منذ زمن رسول الله(صلى
الله عليه وآله). لإيقاف الأمّة على تاريخه وتشريعه.
لأنّ الجمع
المبكّر للقرآن وبعلم الصحابة يسدّ الباب أمام تلاعب الآخرين بآياته وسُوَرِهِ ، ولأجل
ذلك نرى الخلفاء يحتاطون ـ أو قل يخافون ـ عند جمعهم للقرآن من التسرّع بالأخذ
بآيات الكتاب العزيز وسوره ، وينتهجون منهج البيّنة في الجمع ، وهذا الاحتياط من قِبل الخلفاء قُرِّر كي لا يواجهوا
تخطئة لهم من قبل الإمام عليّ عليهالسلام أو من قبل كبار القرّاء ، لوجود المصحف الأُمّ والمدوّن على عهد رسول الله
عنده عليهالسلام.
وهذا المصحف كان بمنزلة
المُؤَمِّنّ من التلاعب ، إذ لو تلاعب شخص
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ