على سيّدنا ومولانا أبي القاسم محمّد بن عبدالله خاتم النبيّين وعلى أوصيائه الأئمّة المعصومين الحافظين عنه ما أوحي إليه في الكتاب المبين من الآن إلى قيام يوم الدين.
وبعد ، فإنّ السيّد السند الثقة الثبت المعتمد النازل منّي منزلة الولد السيّد محمّد حسين نجل العلاّمة الأجل السيّد محسن الحسيني الجلالي الحائري المولد وزاد الله في توفيقاته ، استجازني في الرواية قبل سنوات ، فكتبت له إجازة عامّة مختصرة لتصحّ بها روايته عنّي كافّة ما صنّفه علماء المسلمين من الأصول والكتب من صدر الإسلام حتّى اليوم ، فهو مجاز عنّي في ذلك ، ولقد أكثر من التردّد إلى مكتبتي الموقوفة (١٣٧٥) لانتفاع طلاّب النجف الأشرف فكان يشتغل بمطالعة ما فيها من الكتب ويستفيد من مطبوعها ومخطوطها ليلا ونهاراً ، وكان في كثير من الليالي يبيت في المكتبة مشغولا بالفحص والتنقيب لاستخراج مجهولاته ، والبسط والتوسعة في حدود معلوماته ، مجدّاً في المطالعة والكتابة والاستفادة ، تاركاً للأكل والشرب والنوم والاستراحة إلى طلوع الشمس ، فنال بهذا السعي البليغ مقاماً شامخاً ، وحاز من الفضائل مبلغاً لا يستهان به وذلك من فضل الله التي اختصّ به ، فلم نر في سائر الشبّان من أترابه مثل ذلك ، نسأل الله جلّ جلاله زيادة التوفيق لهذا السيّد الجلالي الشفيق.
ولقد كنت أناوله بعض تلك الكتب وأعرض عليه بعض خصوصيّاته ، وأشرح له ترجمة مؤلّفه ، وأُطلعه على بعض فوائده ، وأذكر له فهرس مطالبه ، وأقرأ عليه بعض مواضعه وهو يسمع أو هو يقرأ وأنا سامعه ، وبالأخصّ المخطوطات التي بقلمي من تآليفي ، أو تصنيف غيري ، فلذلك رغب السيّد المعزى إليه أن أكتب له كلمة تكشف عن تحمّله عنّي