ممدّدة ، فحرّكها الحسين فإذا هي ميّتة ، فقال : يا أخا آجرك الله في موت أمّنا ، وخرجا يناديان :
وا أحمداه وا محمّداه ، اليوم جُدّد لنا موتك إذ ماتت أمّنا.
ثمّ إنّ عليّاً غُشي عليه في المسجد ، فرُشّ عليه الماء ، فجاء حتّى دخل بيت فاطمة وعند رأسها تبكي أسماء ، فكشف أمير المؤمنين عن وجهها فإذا رقعة عند رأسها ، فنظر فيها فإذا مكتوب :
(بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه وصيّة فاطمة بنت رسول الله ، وهي تشهد أن لا إله إلاّ الله ومحمّد رسول الله ، وأنّ الجنّة والنّار حقّ وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها وأنّ الله يبعث مَن في القبور ، يا علىّ أنا فاطمة بنت رسول الله ، زوّجني الله منك لأكون لك في الدنيا والآخرة أولى بك من غيرك ، فحنّطني وكفّنّي وادفنّي بالليل ولا تُعلم أحداً ، أستودعك الله واقرأ على ولدىّ سلاماً إلى يوم القيامة.
فلمّا جاء الليل غسّلها علىّ ووضعها على السرير.قال للحسن : أدنُ إلى المصلّى فصلِّ عليها ركعتين.
ورفع يديه إلى السّماء فنادى : هذه فاطمة ، أخرجتها من الظّلمات إلى النّور ، فأضاءت الأرض ميلاً في ميل.
فلمّا أرادوا أن يدفنوها نادت بقعة من البقيع : إلىّ فقد رفع تربتها فىّ ، فنظروا بقبر محفور ، فحملوا السرير إليها فدفنوها ، فجلس على شفير القبر فقال :
يا أرض استودعك وديعتي ، هذه بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فنودي منها : يا علىّ ، أنا أرفق بها منك فارجع ولا تهتمّ.