ولم تصدع ولكن أخذت
بيد الحسن والحسين فذهبت بهما إلى قبر رسول الله ، فصلّت بين القبر والمنبر ركعتين
، ثمّ ضممتهما إلى صدرها وألزمتهما وقالت :
يا أولادي اجلسا عند
أبيكما ساعة وأمير المؤمنين كان يفتح في المسجد ، ثمّ رجعت عندهما نحو المنزل فحملت
ملاط النبيّ ، فاغتسلت ولبست فضل ثوبه ، ثمّ نادت يا أسماء ـ امرأة جعفر الطيّار ـ
، فقالت : لبّيك بنت رسول الله ، [فقالت فاطمة : لا] تفاقديني فإنّي في هذا البيت
فأضع جنبي ساعة ، فإذا مضت ساعة ولم أخرج فنادني ثلاثاً ، فإن أجبتك فادخلي وإلاّ فاعلمي
أنّي ألحقت أبي رسول الله ، ثمّ قامت مقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصلّت ركعتين
، ثمّ [طالت وبارت وجهها بطرف ردائها] ، وقيل : بل ماتت في سجودها.
فلمّا مضت ساعة أقبلت
أسماء [فنادت] يا فاطمة الزهراء يا أمّ الحسن والحسين يا بنت رسول الله ،
فلم تجب ، فدخلت البيت فإذا هي ميّتة.
قال أعرابي : كيف تعلم
وقت وفاتها؟ قال : أعلمها أبوها.
ثمّ شقّقت جيباً وقالت
أخبرني رسول الله بوفاتك ثمّ خرجت ولقاها الحسن والحسين ، فقالا : أين أمّنا؟ فسكتت
، فدخلا البيت فإذا هي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ