أخضر فيه أربعة أسطر ، فأخذه بكلتا يديه وضمّه إلى صدره ضمّاً شديداً فإذا مكتوب :
خصّصتما بالولد الزكيِّ |
|
والطاهر المنتجب الرضيِّ |
وإسمه من قاهر عليِّ |
|
علـىّ اشتقّ من العليِّ |
فسُرّ أبو طالب سروراً عظيماً وخرّ ساجداً لله تبارك وتعالى وعقّ بعشرة من الإبل ، وكان اللّوح معلّقاً في البيت الحرام يفتخر به بنو هاشم على قريش حتّى غاب زمان قتل الحجّاج ابن الزبير(١)»(٢).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الرواية في نسخة (هـ) متّفقة في المعنى مختلفة في اللفظ ، وهذا نصّها : «في تسمية أمير المؤمنين عليٍّ ، قال : لمّا حملت بنت أسد بعلىّ وجاءت به ، فقالت : التسمية لي ، وقال أبو طالب : التسمية لي ، واحتكما إلى ورقة بن نوفل ، فقال : إن كان ذكراً فالتسمية للأب وإن كانت أنثى فالتسمية للامّ ، فلمّا ولدت ذكراً قال : يا أبا طالب سمّ ابنك.
قال : سمّيت الحارث ، قالت : ما أسمّي ابني الحارث ، قال : لـِـمَ؟ قالت : لأنّه إسم من أسماء إبليس.
فقال : هلمّ حتّى نعلوا جبل أبي قبيس ليلاً ندعوا صاحب الخضراء فلعلّه أن يأتينا في ذلك بشيء ، فلمّا أمسيا وجنّهما الليل خرجا ، فعلوا أبا قبيس ، فلمّا حصلا عليه أنشأ يقول شعراً :
يا ربّ هذا غسق الدجى |
|
وانفلق المبتلج الصبيّ |
بين لنا عن المقضيِّ |
|
تسمية لذلك الصبي |
فإذا خشخشة برجليه من السماء ، فرفع أبو طالب طرفه فإذا الوحي من السماء من زبرجد أخضر فيه أربعة أسطر ، فأخضعه أبو طالب بكلتا يديه وضمّه ضمّا شديداً ، فإذا مكتوب فيه :
خصصتما بالولد الزكي |
|
والطاهر المنتجب الرضي |
واسمه من قاهر السما |
|
عليّ اشتق من العلي |
قال : فسُرّ أبو طالب بذلك سروراً شديداً ، وعقر عشرة من الإبل وأولم عليه وليمة ، وكان اللوح معلّقاً في البيت الحرام يفتخر به بنو هاشم على قريش حتّى خلعه عبد الملك بن مروان (عليهما اللعنة) زمان قتل عبد الله بن الزبير».
(٢) مناقب ابن شهرآشوب ٢/٢٣ ، الفضائل لشاذان بن جبرائيل /٥٧ ، النعيم المقيم