أهمّية الأصول
إنّ الاصطلاح على تسمية أربعمائة كتاب بالخصوص باسم (الأصل) لا بدّ وأن يكون منبعثاً من مزيّة فيها توجب ذلك ، ولولاها لما اقتضت الحال الاصطلاحَ الجديد ، وقد صرّح جمعٌ من الأعلام بجملة من هذه المزايا.
قال الشيخ الطوسي :
«إنّ كثيراً من مصنّفي أصحابنا وأصحاب (الأصول) ينتحلون المذاهب الفاسدة وإن كانت كتبهم معتبرة»(١).
واعتبار كتبهم إنّما هو من جهة وثاقة المؤلّفين لهذه (الأصول).
وقال الشيخ البهائي (ت ١٠٣١هـ) في مشرق الشمسين في جملة ما يوجب حكم قدماء الأصحاب بصحّة الحديث أمور :
«منها وجوده في كثير من (الأصول الأربعمائة) المشهورة ، أو تكرّره في (أصل) واحد أو (أصلين) منها بطرق مختلفة وأسانيد عديدة معتبرة ، أو وجوده في (أصل) معروف الانتساب إلى أحد أصحاب الإجماع ... وقد بلغنا عن مشايخنا أنّه كان من دأب أصحاب (الأصول) أنّهم إذا سمعوا عن أحد من الأئمّة عليهالسلام حديثاً بادروا إلى إثباته في (أصولهم) لئلاّ يعرض لهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الفهرست : مقدّمة المؤلّف.