إذاً فما هو المائز بين (الأصل) (والكتاب) في اصطلاح المتقدّمين؟.
لايمكننا القول بأنّ المائز هو شخصية المؤلّف ، إذ نجد أنّ المؤلّف الواحد يعبّر عن بعض كتبه بـ : (الأصل) وعن البعض الآخر بـ : (الكتاب) ، منهم :
١ ـ إسماعيل بن مهران بن محمّد بن أبي نصر السكوني ، فقد قال الطوسي : «صنّف مصنّفات كثيرة ومنها كتاب الملاحم وكتاب ثواب القرآن وكتاب خطب أميرالمؤمنين عليهالسلام ـ ثمّ ذكر إسناده وقال ـ : وله أصل أخبرنا به عدّةٌ من أصحابنا ...»(١).
٢ ـ زكّار بن يحيى الواسطي ، قال الطوسي : «له كتاب الفضائل وله أصل»(٢).
ولا يمكن القول بأنّ الفارق هو الرواية عن مطلق المعصومين من دون نقل عن كتاب ، إذ نجد عدّةً منها موصوفة بـ : (الكتاب) دون (الأصل) ، ومن أشهرها كتاب سليم بن قيس الهلالي ـ كما ستعرف ـ.
كما لايمكن القول أيضاً بأنّ المائز هو الرواية عن الإمام الصادق عليهالسلام مطلقاً بالسماع أو من دون سماع ، إذ نجد في أصحابه والرواة عنه مَن وصفت مؤلفاته : بـ : (الكتاب) دون (الأصل) ، ومنهم :
١ ـ ليث المرادي (أبو بصير) (٣).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الفهرست : ٣٤ و ٣٧.
(٢) الفهرست : ١٠١.
(٣) الفهرست : ١٥٦.