مُصْحَفه الّذي ارتضاه لم يكن سوى هذا المُصْحَف الإمام الّذي لو لم يقم به عُثمان لقام به هو ، وليس بين أيدينا بعد ذلك مرويّاً عن عليّ سوى مجموعة من القراءات الّتي تُنْسب إلى الاختلاف اللّهجيّ أحياناً ، وتعزى إلى الزّيادة البيانيّة أحياناً أُخرى ، وهو بهذا لا يختلف مطلقاً عمّا روي عن عبدالله بن مسعود من هذا النوع ، أو عن أبيّ بن كعب وابن عبّاس إلاّ في طابع المفردة المروية أو بعبارة أصحّ : في طبيعة الحروف الخاصّة بعليّ بن أبي طالب ، من حيث هو متمثّل لبيئة معيّنة تضع بصماتها على مفرداتها ، وقارئ ذو نظر ورأي في البيان القرآني ، يُضمِّن قراءته وتفسيراته بعض آرائه(١) ، شأن بقية صحابة رسول الله(صلى الله عليه وآله)ممّن أُثِرَتْ عنهم هذه المصاحف والقراءات»(٢).
ثمّ قال : «قرأ عليّ : (فمن خاف من موص حيفاً) بالحاء والياء ، بدلاً من (جنفاً) في القراءة العامّة.
وقرأ : (يحرّفون الكلام) ، والقراءة العامّة : (الكلم) دون ألف.
وقرأ : (أن يكون عُبَيداً لله) على التصغير ، والعامّة : (عَبْدَاً لله).
وقرأ : (يوم حصده) بغير ألف ، والعامّة : (يوم حصاده).
وقرأ : (ورياشاً) بالألف ، والعامّة : (وريشاً).
وقرأ : (وإن يروا سبيل الرشاد) بألف ، والعامّة : (الرشد).
وقرأ : (وعلى الثلاثة الذين خالفوا) ، والعامّة : (خلّفوا).
وقرأ عليّ وجماعة كثيرة : (قد شعفها) بالعين المهملة ، والعامّة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تقدّمت الإشارة إلى أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام لم يدوّن آراءه الشخصية وإنما دوّن العلوم التي أخدها عن رسول الله(صلى الله عليه وآله).
(٢) تاريخ القرآن:٢٠٠.