الإثْنَيْ عَشَرَ الذين أنكروا على أبي بكر الخلافة(١). فإنّ مخالفته للخلفاء لا تتّفق مع ما نسبوا إليه من دعمه لهم وللمصحف الذي دوّنوه ، مع أنّه كان قد توفّي قبل تدوين المصحف الإمام حسبما ستقف عليه لاحقاً ، وإليك الآن بعض النصوص الدالّة على مخالفته للشيخين ، وأنّه مات قبل تدوين المصاحف.
فقد أخرج النَّسائِيُّ عن قيس بن عبادة قال : «بينا أنا في المسجد في الصفّ المقدّم فجذبني رجل من خلفي جذبة فَنَحّاني وقام مقامي ، فوالله ما عقلت صلاتي ، فلمّا انصرف إذا هو أُبَيُّ بن كَعْبِ فقال : يا فتى لا يسوؤك الله إنّ هذا عهد من النبيّ(صلى الله عليه وآله) إلينا أن نليه ، ثمّ استقبل القبلة فقال : هلك أهل العقد وربّ الكعبة ، ثلاثاً ، ثمّ قال : والله ما عليهم آسَى ولكن آسى على من أضلّوا ، قلت : يا أبا يعقوب ما تعني بأهل العقد؟ قال : الأمراء»(٢).
وفي نصّ آخر : «هلك أهل العقدة وربّ الكعبة ، ألا لا عليهم آسى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) في الاحتجاج : عن أبان بن تغلب ، عن الصادق جعفر بن محمّد : أنّ أبيّ بن كعب قام فقال : «يا أبا بكر لا تجحد حقّاً جعله الله لغيرك ولا تكن أوّل من عصى رسول الله في وصيّه وصفيّه ...» الاحتجاج ١/١٠٢.
وفي الخصال بسنده عن زيد بن وهب قال : «كان الذين أنكروا على أبي بكر جلوسه في الخلافة وتقدّمه على عليّ بن أبي طالب اثني عشر رجلاً من المهاجرين والأنصار ، وكان من المهاجرين ... وأُبيّ بن كعب».
وفي تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٢٤ : تخلّف عن بيعة أبي بكر قوم من المهاجرين والأنصار ومالوا مع عليّ منهم ... واُبيّ بن كعب.
(٢) سنن النسائي (المجتبى) ٢/٨٨/ح ٨٠٨ ، المستدرك للحاكم ١/٣٣٤/ح ٧٧٨ ، قال : صحيح على شرط البخاري ولم يخرّجاه مدارك الضمآن : ١١٥/ح ٣٩٨.