عن وقوع الضرب من زيد لا عن زمن الوقوع بعد الفراغ عنه فتدبر فانه دقيق هذا فى الوقوع واما استعماله فى الايقاع فذلك كثير كجميع ما يستعمل فى ايجاب العقود وقبولها مثل بعت وقبلت واشتريت ووهبت وغيرها وجميع ما يستعمل فى السؤال كقولهم فان قلت والجواب كقولهم قلت وجميع ما يوقعه من يطلب منه الايقاع فى المحل القابل لذلك كآمنت انه لا إله الا الذى آمنت به بنو اسرائيل وما اشبه ذلك على كثرته ومنه يعلم عدم الحاجة الى ما تكلفه العلامة فيما حكى عنه من انه لا بد من نقل بعت شرعا الى الانشاء اذ لو كانت اخبارا لزم التسلسل مضافا الى ما فى هذا الاستدلال مما لا يخفى واما الموضوع للقسم الثانى فهو اللفظ المسمى عندهم بالمضارع فاذا قلت حال اشتغال الفاعل بالفعل يضرب دل على الحال النسبى والحقيقى واذا قلت يضرب غدا مثلا دل على الآتي نسبيا وحقيقيا واذا قلت زيد لم يضرب دل على الآتي نسبيا والمنقضى حقيقيا واذا قلت يضرب واطلقت احتمل المعانى الثلاثة وينصرف الى احد الاخيرين كانصراف الماضى الى ما ذكرناه واما الموضوع للقسم الثالث فهو لفظ اسم الفاعل كزيد ضارب امس او غدا او فعلا ومع عدم القيد مشترك وينصرف فى الجملة الى الحال وما قبله كما هو واضح واما الموضوع للقسم الرابع فهو اللفظ المسمى عندهم بفعل الامر فاذا قلت اضرب دل على طلب الايقاع واثر الايقاع هو الوقوع ويلزم الوقوع عقلا زمن ما مشترك بين غير المنقضى حقيقة وبين الثلاثة نسبة كما اذا قلت قلت لزيد امس اضرب وحيث توسط هنا بين الهيئة الدالة على الوقوع ونفس الوقوع الايقاع كانت الدلالة الالتزامية العقلية اخفى للواسطة المذكورة وجميع ما ذكرناه وجدانى وبرهانى لا ينبغى وقوع الشك فيه وحينئذ فان اراد النحات بما ذكروا من الدلالة هذه الدلالة العقلية الالتزامية ومن المضى والاستقبال ما عرفت فنعم ما قالوا وان ارادوا غير ذلك منعناه هذا كله فيما اذا كان المسند اليه من الزمانيات اما اذا كان نفس الزمان او المجردات عن الوضع كالواجب والنفس والعقل على رأى فيسقط لزوم الظرف للوقوع وتسقط الدلالة العقلية الالتزامية لسقوط موضوعها والفعل