حينئذ (هو) مسمى (فعل المكلف وما هو فى الخارج) يقع منه و (يصدر عنه وهو فاعله وجاعله لا ما هو اسمه وهو واضح ولا ما هو عنوانه مما قد انتزع عنه بحيث لو لا انتزاعه تصورا واختراعه ذهنا لما كان بحذائه شيء خارجا ويكون خارج المحمول) بعد انتزاعه ضرورة ان الكلب والكلبية والغصب والغصبية لا دخل لهما فى تحقق مناط الحكم كما عرفت وليست الغصبية كالكاتبية مما بحذائه شىء فى الخارج ويكون فى قولك زيد كاتب قد حملت الكتابة التى هى منشأ انتزاع ذلك العنوان على زيد بضميمة حمل مفهوم المشتق عليه لان عنوان الغصبية منتزع من نفس حقيقة الفعل وهويته فاذا قلت هذا واشرت الى ذات التصرف فى مال الغير عدوانا غصب فالمحمول انما هو المعنون والعنوان خارج عنه فالغصبية مثلا (كالملكية والزوجية والرقية والحرية والمغصوبية الى غير ذلك من الاعتبارات والاضافات) ليست بمتعلق اصلا لما عرفت وهو فى غاية الوضوح (ضرورة ان البعث) امرا (لا يكون نحوه والزجر) نهيا (لا يكون عنه وانما يؤخذ) العنوان (فى متعلق الاحكام آلة للحاظ متعلقاتها والاشارة اليها بمقدار الغرض منها والحاجة اليها كما عرفت لا بما هو هو وبنفسه وعلى استقلاله وحياله ثالثها انه لا يوجب تعدد الوجه والعنوان تعدد المعنون ولا ينثلم به وحدته) بضرورة العقل فان انطباع الواحد فى مرآتين لا يوجب صيرورة الواحد الحقيقى اثنين والكثرة الانعكاسية ليست بكثرة حقيقيه كما ان انطباع الاثنين فى المرآة الواحدة لا يوجب وحدة المرئى فالواحد بما هو واحد لا يعرضه التعدد الحقيقى او الكثرة بتعدد الوجه والعنوان (فان المفاهيم المتعددة والعناوين الكثيرة ربما تنطبق على الواحد وتصدق على الفارد الذى لا كثرة فيه من جهة بل هو بسيط من جميع الجهات ليس فيه حيث غير حيث وجهة مغايرة لجهة اصلا كالواجب تبارك وتعالى فهو على بساطته ووحدته واحديته تصدق عليه مفاهيم الصفات الجلالية والجمالية) فهو بعين ما هو قادر عالم وبعين ما هو عالم سميع وبعين ما هو سميع بصير وهلم جرا (له الاسماء الحسنى والامثال العليا لكنها باجمعها حاكية عن ذاك الواحد الفرد الاحد) كما قال قائلهم (عباراتنا شتى وحسنك واحد