والجبن والشجاعة واشباهها وقسم متضاد بحسب المفهوم خاصه فقد يختلف مصداقا وقد يتحد كالشجاعة والكرم والعلم والقدرة واشباهها ومنها صفات الواجب فانها مع اختلافها مفهوما عين ذاته فهو بعين ما هو عالم قادر وبعين ما هو قادر متكلم وهكذا ومعانى الالفاظ ايضا على قسمين كما تقدم قسم مباين للفظ وهو المعانى الخارجية من الجواهر والاعراض وقسم من سنخ اللفظ وقد عرفته قريبا اذا عرفت ذلك فاعلم ان صفتى الدالية والمدلولية فيما اذا كان المعنى غير اللفظ سنخا من القسم الاول من الصفات وفيما اذا كان من سنخ اللفظ كما فى المقام من القسم الثانى من الصفات فيجوز اتحادهما ذاتا وان اختلفا مفهوما لاعتبارين مختلفين فزيد فى المثال باعتبار كونه صادرا من لافظه يتصف بالاولى وباعتبار كونه مرادا يتصف بالثانية والحمل صحيح على كلا الاعتبارين لانه بالاعتبار الاول لفظ وبالاعتبار الثانى لفظ لما عرفت من انه اذا اتحد سنخ المعنى واللفظ صح الحمل من كل وجه ومما ذكرنا يتضح لك غاية الوضوح عدم لزوم تركب القضية من جزءين لو سلمنا عدم اعتبار الدلالة لان ذلك انما يلزم لو كان المعنى المحكى غير الحاكى سنخا فلا يصح الحمل عليه بلا حاكى اما اذا اتحدا فى السنخية وصح الحمل ولو بلا حكاية لانه بما هو مدلول مثله بما هو دال فى صدق مفهوم اللفظ عليه فالقضية كاملة الاجزاء هذا غاية ما يمكن ان يقال فى توضيحه وفى النفس من كون هاتين الصفتين من القسم الثانى شيء والمطلب محتاج الى مزيد التأمل (فافهم فانه لا يخلو عن دقة) والاحسن هو الوجه الاول الذى ذكرناه فى المثال فانه سالم عن الاختلال (وعلى هذا) الوجه الذى ذكره المصنف لا الذى ذكرناه يتفرع انه اذا اطلق اللفظ واريد به شخص نفسه (فليس من باب استعمال اللفظ بشيء بل يمكن ان يقال انه ليس ايضا من هذا الباب ما اذا اطلق اللفظ واريد به نوعه او صنفه فانه) حال اطلاقه (فرده) اى فرد نوعه او صنفه (لا لفظه) اى لفظ النوع او الصنف (وذاك) اى النوع او الصنف (معناه كى يكون مستعملا فيه استعمال اللفظ فى المعنى و) حينئذ ففى هذه الأمثلة التى توهم فيها ثبوت الاستعمال