بِمُصَيْطِرٍ) [الغاشية : ٢٢]
وفي الكافرين (لَكُمْ دِينُكُمْ) [الكافرين : ٦]
نسخ ذلك كلّه : (فَاقْتُلُوا
الْمُشْرِكِينَ) [التوبة : ٦] و (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ) [البقرة : ٢١٦].
الباب
الثامن في جوامع القراءة ، وهو على نوعين : مشهورة ، وشاذة.
فالمشهورة
القراءات السبع ، وهو حرف نافع المدني ، وابن كثير المكي ، وأبو عمرو بن العلاء
البصري ، وابن عامر الشامي ، وعاصم ، وحمزة والكسائي الكوفيين. ويجري مجراهم في
الصحة والشهرة : يعقوب الحضرمي بن محيصن ، ويزيد بن القعقاع. والشاذة ما سوى ذلك ،
وإنما سميت شاذة لعدم استقامتها في النقل ، وقد تكون فصيحة اللفظ ، أو قوية
المعنى. ولا يجوز أن يقرأ بحرف إلّا بثلاث شروط : موافقته لمصحف عثمان بن عفان رضي
الله عنه ، وموافقته لكلام العرب ولو على بعض الوجوه أو في بعض اللغات ، ونقله
نقلا متواترا أو مستفيضا.
واعلم أنّ اختلاف
القرّاء على نوعين : أصول ، وفرش الحروف.
فأما الفرش : فهو
ما لا يرجع إلى أصل مضطرد ، ولا قانون كلي ، وهو في وجهين : اختلاف على القراءة باختلاف المعنى ، وباتفاق المعنى. وأما
الأصول فالاختلاف فيها لا يغير المعنى. وهي ترجع إلى ثمان قواعد : الأولى : الهمزة : وهي في حروف المدّ الثلاث ، ويزاد فيها على المدّ الطبيعي
بسبب الهمزة والتقاء الساكنين. الثانية وأصله التحقيق ثم قد يحقق على سبعة أوجه : إبدال واو أو ياء أو ألف
وتسهيل بين الهمزة والواو ، وبين الهمزة والياء ، وبين الهمزة والألف ، وإسقاط. الثالثة : الإدغام ، والإظهار ، والأصل الإظهار ، ثم يحدث الإدغام في المثلين
، أو المتقاربين وفي كلمة ، وفي كلمتين ، وهو نوعان : إدغام كبير انفرد به أبو
عمرو : وهو إدغام المتحرّك. وإدغام صغير لجميع القرّاء : وهو إدغام الساكن. الرابعة : الإمالة ، وهي أن تنحو بالفتحة نحو الكسرة. وبالألف نحو الياء ،
والأصل الفتح ، ويوجب الإمالة الكسرة والياء. الخامسة : الترقيق والتفخيم ، والحروف على ثلاثة أقسام يفخم في كل حال ، وهي حروف
الاستعلاء السبعة ؛ ومفخم تارة ومرقق أخرى وهي الراء واللام والألف فأما الراء
فأصلها التفخيم وترقق للكسر والياء ، وأما اللّام فأصلها الترقيق وتفخم لحروف
الأطباق وأما الألف فهي تابعة للتفخيم والترقيق لما قبلها ، والمرقق على كل حال
سائر الحروف. السادسة
: الوقف ، وهو على ثلاثة
أنواع ، سكون جائز في الحركات الثلاث وروم في المضموم والمكسور ، وإشمام في
المضموم خاصة. السابعة : مراعاة الخط في الوقف. الثامنة : إثبات الياءات وحذفها.
الباب التاسع في
الوقف ، وهو أربعة أنوع : وقف تام ، وحسن ، وكاف ، وقبيح ، وذلك بالنظر إلى
الإعراب والمعنى ، فإن كان الكلام مفتقرا إلى ما بعده في إعرابه أو معناه ، وما
بعده مفتقرا إليه كذلك لم يجز إليه الفصل بين كل معمول وعامله ، وبين كل ذي خبر
وخبره ، وبين كل ذي جواب وجوابه ، وبين كل ذي موصول وصلته ، وإن كان الكلام الأوّل
مستقلا يفهم دون الثاني ؛ إلا أن الثاني غير مستقل إلا بما قبله ، فالوقف على
الأوّل كاف ،