سورة يونس
يونس مكية إلا الآيات ٤٠ و ٩٥ و ٩٦ فمدنية
وآياتها ١٠٩ نزلت بعد الإسراء
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (١) أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ (٢) إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٣) إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ
________________________________________________________
سورة يونس
(الر) تكلمنا في أول البقرة على حروف الهجاء التي في أوائل السور (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ) إشارة إلى ما تضمنته السورة من الآيات ، والكتاب هنا القرآن (الْحَكِيمِ) من الحكمة أو من الحكم أو من الأحكام للأمر أي أحكمه الله (أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ) الهمزة للإنكار ، وعجبا خبر كان ، وأن أوحينا اسمها ، وأن أنذر : تفسير للوحي ، والمراد بالناس هنا كفار قريش وغيرهم ، وإلى رجل هنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ومعنى الآية : الرد على من استبعد النبوة أو تعجب من أن يبعث الله رجلا.
(قَدَمَ صِدْقٍ) أي عمل صالح قدّموه. وقال ابن عباس : السعادة السابقة لهم في اللوح المحفوظ (قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ) يعنون ما جاء به من القرآن ، وقرئ (١) لساحر يعنون به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويحتمل أن يكون كلامهم هذا تفسير لما ذكر قبل من تعجبهم من النبوّة ، ويكون خبرا مستأنفا (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ) تعريف بالله وصفاته ليعبدوه ولا يشركوا به ، وفيه ردّ على من أنكر النبوة كأنه يقول : إنما أدعوكم إلى عبادة ربكم الذي خلق السموات والأرض فكيف تنكرون ذلك وهو الحق المبين (ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ) أي ما يشفع إليه أحد إلا بعد أن يأذن هو له في الشفاعة ، وفي هذا ردّ على المشركين الذين يزعمون أن الأصنام تشفع لهم (وَعْدَ اللهِ حَقًّا) نصب وعد على المصدر المذكور المؤكد للرجوع إلى الله ، ونصب حقا على المصدر المؤكد لوعد الله(إِنَّهُ
__________________
(١). قرأ ابن كثير وأهل الكوفة : لساحر. وقرأ الباقون : لسحر.