وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (١٦٦) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (١٦٧) الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (١٦٨) وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (١٧٠) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (١٧١) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٧٢) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ
________________________________________________________
أصيب منهم يوم أحد ، ودخلت ألف التوبيخ على واو العطف ، والجملة معطوفة على ما تقدم من قصة أحد وعلى محذوف (قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها) قتل يوم أحد من المسلمين سبعون ، وكان قد قتل من المشركين يوم بدر سبعون ، وأسر سبعون (قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ) قيل : معناه أنهم عوقبوا بالهزيمة ؛ لمخالفتهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حين أراد أن يقيم بالمدينة ولا يخرج إلى المشركين. فأبوا إلّا الخروج ، وقيل : بل ذلك إشارة إلى عصيان الرماة حسبما تقدم (يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ) أي جمع المسلمين والمشركين يوم أحد (وَقِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا) الآية : كان رأي عبد الله بن أبي بن سلول أن لا يخرج المسلمون إلى المشركين ، فلما طلب الخروج قوم من المسلمين ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : غضب عبد الله ، وقال : أطاعهم وعصانا ، فرجع ورجع معه ثلاثمائة رجل وخمسون فمشى في أثرهم عبد الله بن عمر بن حرام الأنصاري ، وقال لهم : ارجعوا قاتلوا في سبيل الله ، أو ادفعوا ، فقال له عبد الله بن أبيّ : ما أرى أن يكون لو علمنا أنه يكون قتال لكنا معكم (أَوِ ادْفَعُوا) أي كثروا السواد ، وإن لم تقاتلوا (الَّذِينَ قالُوا) بدل من الذين نافقوا ، أو لإخوانهم في النسب ، لأنهم كانوا من الأوس والخزرج (قُلْ فَادْرَؤُا) أي ادفعوا المعنى ردّ عليهم (بَلْ أَحْياءٌ) إعلام بأن حال الشهداء حال الأحياء من التمتع بأرزاق الجنة ؛ بخلاف سائر الأموات من المؤمنين ، فإنهم لا يتمتعون بالأرزاق حتى يدخلوا الجنة يوم القيامة (وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ) المعنى : أنهم يفرحون بإخوانهم الذين بقوا في الدنيا من بعدهم ؛ لأنهم يرجون أن يستشهدوا مثلهم ؛ فينالوا مثل ما نالوا من الشهادة (أَلَّا خَوْفٌ) في موضع المفعول أو بدل من الذين (يَسْتَبْشِرُونَ) كرر ليذكر ما تعلق به من النعمة والفضل (الَّذِينَ اسْتَجابُوا) صفة للمؤمنين أو مبتدأ وخبره (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا) الآية ، ونزلت في الذين خرجوا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في خلف المشركين بعد غزوة أحد ، فبلغ بهم إلى «حمراء الأسد» وهي على ثمانية أميال من المدينة ، وأقام بها ثلاثة أيام ، وكانوا قد أصابتهم جراحات وشدائد ، فتجلدوا وخرجوا فمدحهم الله بذلك (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ) الآية : لما خرج رسول الله صلّى الله عليه