وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (١٥١) وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (١٥٢) إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِّكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٥٣) وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (١٥١) وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (١٥٢) إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِّكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٥٣)
________________________________________________________
لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : نصرت بالرعب (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ) كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد وعد المسلمين عن الله بالنصر ، فنصرهم الله أولا ، وانهزم المشركون وقتل منهم اثنان وعشرون رجلا ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قد أمر الرماة أن يثبتوا في مكانهم ؛ ولا يبرحوا فلما رأوا المشركين قد انهزموا طمعوا في الغنيمة وأتبعوهم ، وخالفوا ما أمروا به من الثبوت في مكانهم ، فانقلبت الهزيمة على المسلمين (إِذْ تَحُسُّونَهُمْ) أي : تقتلونهم قتلا ذريعا يعني في أول الأمر (وَتَنازَعْتُمْ) وقع النزاع بين الرماة فثبت بعضهم كما أمروا ولم يثبت بعضهم (وَعَصَيْتُمْ) أي خالفتم ما أمرتم به من الثبوت ، وجاءت المخاطبة في هذا لجميع المؤمنين وإن كان المخالف بعضهم وعظا للجميع ، وسترا على من فعل ذلك وجواب إذ محذوف تقديره : لانهزمتم (مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا) الذين حرصوا على الغنيمة معه (لِيَبْتَلِيَكُمْ) معناه لينزل بكم ما نزل من القتل والتمحيص (وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ) إعلام بأن الذنب كان يستحق أكثر مما نزل بهم ، لو لا عفو الله عنهم ، فمعناه ؛ لقد أبقى عليكم ، وقيل : هو عفو عن الذنب (إِذْ تُصْعِدُونَ) العامل في إذ عفا ، فيوصل إذ تصعدون مع ما قبله ويحتمل أن يكون العامل فيه مضمر (وَلا تَلْوُونَ) مبالغة في صفة الانهزام (وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ) كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : إليّ عباد الله ، وهم يفرون (فِي أُخْراكُمْ) من خلفكم وفيه مدح للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ فإنّ الأخرى هي موقف الأبطال (فَأَثابَكُمْ) أي جازاكم (غَمًّا بِغَمٍ) قيل : أثابكم غما بسبب الغم الذي أدخلتموه على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلى المؤمنين ؛ إذ عصيتم وتنازعتم ؛ وقيل أثابكم غما متصلا بغم ، وأحد الغمين : ما أصابهم من القتل والجراح والآخر : ما أرجف به من قتل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (عَلى ما فاتَكُمْ) من النصر والغنيمة (وَلا ما أَصابَكُمْ) من القتل والجراح والانهزام (أَمَنَةً نُعاساً) قال ابن مسعود : نعسنا يوم أحد ، والنعاس في الحرب أمان من الله (يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ) هم المؤمنون المخلصون ، غشيهم النعاس تأمينا لهم (وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ) هم المنافقون كانوا خائفين من أن يرجع إليهم أبو سفيان ، والمشركون (غَيْرَ الْحَقِ) معناه
__________________
ثلاثة أيام فلما علم القرشيون بذلك انسحبوا عائدين إلى مكة. وسيذكرها المؤلف عند تفسيره للآية «١٧٢» من هذه السورة.