الله عنهم ما نزلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم اية هى أشد من هذه الاية وروى عن مسروق قال قالت عائشة لو كتم النبي صلىاللهعليهوسلم شيئا مما اوحى اليه لكتم (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ) ـ قال البغوي لم يرد الله بهذه الاية انه صلىاللهعليهوسلم لم يكن يخشى الله فانه صلىاللهعليهوسلم قال انى أخشاكم وأتقاكم ـ قلت وقد قال الله تعالى فى شأن الأنبياء كلهم (يَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللهَ) ولكنه لما ذكر الخشية من الناس ذكر ان الله أحق بالخشية فى عموم الأحوال وفى جميع الأشياء قلت فمعنى الاية انك تخشى لائمة الناس وتخشى الله أشد خشية من خشية الناس فان الله أحق ان تخشاه فمن أجل خشية الناس والحياء منهم أخفيت ما أضمرت ومن أجل خشية الله أمرت بالمعروف ولم تترك شيئا مما أمرك الله به ولا منافاة بينهما ومعنى قوله تعالى (لا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللهَ) انهم لا يخشون أحدا فيما يفضى خشيتهم ترك امتثال امر الله تعالى واما خشية الناس حياء فيما عدا ذلك فحسن فان الحياء من الايمان متفق عليه مرفوعا من حديث ابن عمر وفى الصحيحين عن عمران بن حصين قوله صلىاللهعليهوسلم الحياء خير كله ـ وعن ابن عمر عن النبي صلىاللهعليهوسلم ان الحياء والايمان قرنا جميعا فاذا رفع أحدهما رفع الاخر ـ وفى رواية ابن عباس فاذا سلب أحدهما تبعه الاخر ـ رواه البيهقي فى شعب الايمان وروى مالك عن زيد بن طلحة مرسلا وابن ماجة والبيهقي فى شعب الايمان عن انس وابن عباس انه قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ان لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء والله اعلم ـ واخرج مسلم واحمد والنسائي وابو يعلى وابن ابى حاتم والطبراني وابن مردوية وذكره البغوي وهذا لفظ البغوي عن انس انه قال لمّا انقضت عدة زينب قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لزيد اذهب فاذكرها علىّ فانطلق زيد حتى أتاها وهى تخمّر عجينها قال زيد فلمّا رايتها عظمت فى صدرى حتى ما أستطيع ان انظر إليها حين علمت ان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذكرها فوليتها ظهرى ونكصت على عقبى فقلت يا زينب أرسلني رسول الله صلىاللهعليهوسلم بذكرك قالت ما انا بصانعة حتى او امر ربى فقامت الى مسجدها ونزل القران (فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً)