مثل الذي فعل»(١).
وصدور هذا الكلام عن الإمام عليّ عليهالسلام وإن كان غير صحيح ، ولكن لو أحسنّا به الظنّ لقلنا : إنّ هدف الإمام عليهالسلام كان رفع الاختلاف من بين المسلمين ، وهو منتهى هَمِّ الإمام وغمِّه ، لكنّهم بتصوّري ذكروا هذا كي يصحّحوا ما فعله عثمان من حرق المصاحف وليقولوا : بأنّ الإمام عليّاً عليهالسلام رضي بعمل عثمان في حرق المصاحف ، كغيره من الصحابة!!
وممّا يؤيّد كلامنا ما حكوه عن المختار الثقفي ـ والذي أخرجه السجستاني في المصاحف ـ بسنده عن عقبة بن جرول الحضرمي ، قال : «لمّا خرج المختار كُنّا ـ هذا الحيّ من حضرموت ـ أوّل من يسرع إليه ، فأتانا سُوَيْدُبْن غَفَلَةَ الجُعْفِيُّ فقال : إنّ لكم عَلَيَّ حقّاً وإنّ لكم جِواراً وإنَّ لكم قرابةً والله لا أحدّثكم اليوم إلاَّ شيئاً سمعته من المختار ، أقبلت من مكّة فإنّي لأسير إذ غمزني غامز من خلفي فإذا المختار ، فقال لي : يا شيخ ، ما بقي في قلبك من حبِّ ذلك الرجل ـ يعني عليّاً ـ؟ قلت : إني أُشْهِدُ الله أنّي أحبّه بسمعيوقلبي وبصري ولساني ، قال : ولكنْ أشهد الله أنّي أبغضه بقلبي وسمعيوبصري ولساني ، قال : قلتُ أَبيتَ واللهِ إلاَّ تثبيطاً(٢) عن آل محمّد وترثيثاً(٣) في إحراق المصاحف ـ أو قال : حَراق ، هو أحدها ، يشكّ أبوداود ـ فقال سويد : والله لا أحدّثكم إلاَّ شيئاً سمعته من عليّ بن أبي
__________________
(١) تاريخ دمشق ٣٩/٢٤٥ ، ٢٤٨ ، تاريخ المدينة ٢/١١٨ ـ ١١٩ / ح ١٧١٩.
(٢) التثبيط : التسويف والتعويق.
(٣) الترثيث : التضعيف في أمر الشيء. انظر لسان العرب ٣/١٥٨ مادّة رثث.