الصحابة ، منها : أنّه كان يخلو برسول الله (صلى الله عليه وآله) صباحاً ومساءاً ، وكان يسأله عن مسائل الشريعة والدين ، وإذا سكت ابتدره (صلى الله عليه وآله) بالكلام.
كانت هذه هي حالته عليهالسلام مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتّى وفاته ، ولأجل هذه الميزة خصّه الرسول (صلى الله عليه وآله) بجمع القرآن من بعده دون غيره ؛ لأنّه أمين الله في الأرض ، والعالم بالتنزيل والتأويل و ...
ولأجل هذا كان يطلب من المسلمين أن يسألوه عن غوامض الأشياء وخصوصاً القرآن منها حتّى يوضّح لهم متشابهاتها ، بعكس عمر بن الخطّاب الذي ضرب صبيغاً(١) وجعله وضيعاً بعد أن كان سيّداً في قومه وذلك لسؤاله عن الذاريات والنازعات.
فقد جاء في تاريخ ابن عساكر : «أنّ الإمام عليهالسلام خطب في عامه الذي قتل فيه فقال : أيّها الناس إنّ العلم يقبض قبضاً سريعاً ، وإنّي أُوشك أن تفقدوني فاسألوني ، فلن تسألوني عن آية من كتاب الله إلاّ أنبأتكم بها وفيما أنزلت وأنّكم لن تجدوا أحداً من بعدي يحدّثكم»(٢).
وعن أبي الطفيل أيضاً قال : «شهدت عليّاً يخطب وهو يقول : سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء إلاّ أخبرتكم ، وسلوني عن كتاب الله فوالله ما
__________________
(١) في الخبر : ... فقال عمر : تسأل محدثة؟! فأرسل عمر إلى رطائب من جريدة فضربه بها ، حتّى ترك ظهره دبرة ، ثمّ تركه حتّى برأ ، ثمّ عاد له ، ثمّ تركه حتّى برأ ، فدعا به ليعودله ، قال صبيغ : إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلاً جميلاً ، وإن كنت تريد أن تداويني فقد والله برئت! ...
(٢) تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام ٣/ ٢.